الدولار يتماسك وسط ترقب للأسواق مع اقتراب مهلة الرسوم الأميركية

سجل الدولار الأميركي ارتفاعًا طفيفًا أمام معظم العملات الرئيسية يوم الثلاثاء، في ظل حالة من الهدوء بأسواق الصرف، مع ترقب المستثمرين لأي تطورات في مفاوضات التجارة قبل مهلة الأول من أغسطس، التي قد تؤدي إلى فرض رسوم جمركية باهظة على شركاء الولايات المتحدة ممن يفشلون في التوصل إلى اتفاقات.

انتخابات مجلس الشيوخ

في المقابل، حافظ الين الياباني على مكاسب الجلسة السابقة، بعد نتائج انتخابات مجلس الشيوخ التي أُجريت مطلع الأسبوع، والتي جاءت ضمن توقعات السوق.

 ويتحول التركيز الآن إلى مدى سرعة توصل طوكيو إلى اتفاق تجاري مع واشنطن، ومستقبل رئيس الوزراء شيغيرو إيشيبا على رأس الحكومة.

ضبابية تجارية تضغط على العملات

ومع اقتراب المهلة المحددة في الأول من أغسطس، أكد وزير الخزانة الأميركي، سكوت بيسنت، يوم الإثنين، أن الإدارة الأميركية تولي أهمية أكبر لجودة الاتفاقات التجارية أكثر من توقيتها، مشيرًا إلى أن قرار تمديد المهلة للدول المنخرطة في مفاوضات بناءة سيُترك للرئيس دونالد ترامب.

وما زالت حالة عدم اليقين بشأن مستقبل الرسوم الجمركية تشكل عامل ضغط كبير على سوق العملات الأجنبية، حيث تتحرك معظم العملات في نطاق ضيق، رغم أن مؤشرات الأسهم الأميركية سجلت مستويات قياسية جديدة.

وقال تييري ويزمان، كبير استراتيجيي العملات والفائدة في مجموعة ماكواري:
“ما سيحدث في الأول من أغسطس ليس بالضرورة نهائيًا، طالما أن الإدارة الأميركية ما زالت منفتحة على الحوار، كما أظهرته رسائل ترامب الأخيرة.”

اليورو مستقر رغم التصعيد

استقر اليورو عند مستوى 1.1702 دولار، وسط توقعات بألا يُجري البنك المركزي الأوروبي أي تغييرات على أسعار الفائدة في اجتماعه هذا الأسبوع.

ولا تزال المحادثات التجارية بين الاتحاد الأوروبي والولايات المتحدة متعثرة، رغم اقتراب موعد سريان رسوم أميركية محتملة تصل إلى 30% على واردات من أوروبا. وقال دبلوماسيون أوروبيون إنهم يدرسون مجموعة أوسع من الإجراءات المضادة في ظل تراجع فرص التوصل إلى اتفاق.

وحذر فرانشيسكو بيسولي، محلل استراتيجي في بنك ING، من أن:
“إدارة ترامب لا تُظهر تسامحًا كبيرًا مع الردود الانتقامية، ما يرفع احتمالات حدوث تصعيد متبادل، حتى وإن كان مؤقتًا. والقدرة على تفضيل اليورو على الدولار ستعتمد على مدى التصعيد، وما إذا كان الاتحاد الأوروبي سيظهر كخاسر مقارنة بدول أخرى قد تبرم اتفاقات ناجحة مع واشنطن.”

توقعات بانتعاش الإقراض رغم التوترات

وفي سياق منفصل، أظهر استطلاع للبنك المركزي الأوروبي، يوم الثلاثاء، أن الطلب على القروض من الشركات في منطقة اليورو قد تحسن خلال الربع الماضي، ومن المتوقع أن يستمر هذا الاتجاه الإيجابي في الربع الحالي، رغم التهديدات الجمركية وتزايد التوترات الجيوسياسية.

أما مؤشر الدولار، الذي يقيس أداء العملة الأميركية أمام سلة من العملات الرئيسية، فقد استقر عند 97.829، بعد تراجعه بنسبة 0.6% يوم الإثنين.

قلق بشأن استقلالية الفيدرالي

وعلى صعيد آخر، يشعر المستثمرون بقلق متزايد بشأن استقلالية مجلس الاحتياطي الفيدرالي، في ظل الهجمات المتكررة من الرئيس ترامب على رئيس المجلس جيروم باول، ومطالباته له بالاستقالة بسبب رفضه خفض أسعار الفائدة.

🔹 ترقب الأسواق سيظل قائمًا خلال الأيام المقبلة، مع تطورات محادثات التجارة وموقف الفيدرالي الأميركي، ونتائج الشركات التي قد ترسم ملامح حركة الأسواق في الأسابيع القادمة