رئيس “جوميا”: نسعى لاستعادة ثقة المستثمرين وتحقيق التعادل المالي بحلول 2027

قال فرانسيس دوفاي، الرئيس التنفيذي لشركة “جوميا” – والتي تُعرف أحيانًا باسم “أمازون أفريقيا” – إن الشركة تسعى إلى استعادة مصداقيتها أمام المستثمرين، مع تكثيف جهودها للوصول إلى الربحية في ظل منافسة متزايدة من عمالقة التجارة الإلكترونية الصينيين مثل “شين” و”تيمو”.
أدائها في السوق
وأوضح دوفاي، في تصريحات لصحيفة فاينانشال تايمز، أن “جوميا” كانت قد وعدت المستثمرين بالكثير وقت طرحها في بورصة نيويورك عام 2019، لكنها لم تفِ بتلك التوقعات، مما أثر سلبًا على أدائها في السوق، حيث فقد السهم نحو 90% من قيمته منذ الاكتتاب العام، وأكثر من 60% خلال العام الأخير فقط.
وأشار إلى أن هدفه الآن “واضح وبسيط: تحقيق الأرقام” مؤكدًا أن الشركة تستهدف الوصول إلى نقطة التعادل المالي بحلول عام 2027.
تقليص الخسائر وإعادة الهيكلة
منذ توليه القيادة في أواخر 2022، بعد إقالة المديرين التنفيذيين السابقين ومجلس الإدارة، قاد دوفاي حملة لخفض التكاليف شملت تقليص عدد الموظفين والخروج من الأسواق غير المربحة. وقد نجحت “جوميا” في خفض خسائرها من 206 ملايين دولار في 2022 إلى توقعات بخسائر تتراوح بين 50 و55 مليون دولار فقط خلال 2025.
منافسة صينية.. وتحرك نحو أسواق جديدة
ومع تصاعد المنافسة من منصات صينية منخفضة التكلفة، بدأت “جوميا” التوسع في استقطاب تجار صينيين عبر فريق يضم نحو 70 شخصًا في مدينة شنجن. وتمثل المنتجات الصينية حاليًا ثلث إجمالي حجم مبيعات الشركة، وتتنوع ما بين الملابس ومستحضرات التجميل والأجهزة.
وقال دوفاي: “نؤمن بقدرتنا على المنافسة معهم، لأننا نقدم منتجات أكثر تنوعًا، ونخدم الأسواق بشكل أكثر تخصيصًا”.
نيجيريا في الصدارة.. والأسواق الأفريقية واعدة
خفضت “جوميا” عدد الدول التي تعمل بها من 14 إلى 9 دول، مع التركيز على الأسواق الحالية، لا سيما الشرائح الأقل دخلًا خارج المدن الكبرى. وأكد دوفاي أن السوق النيجيرية تمثل أكبر فرصة للنمو والربحية، مع إمكانيات توسع واعدة أيضًا في كل من كينيا وأوغندا ومصر.
رغم النمو السريع في التجارة الإلكترونية بأفريقيا خلال العقد الأخير، إلا أن حجمها ما زال صغيرًا مقارنة بإجمالي تجارة التجزئة، بفعل تحديات تشمل ضعف البنية التحتية، ومشاكل الدفع، وانخفاض معدلات انتشار الإنترنت، والتضخم المرتفع.
وفي مؤشر على تحسن الثقة، استحوذت مجموعة “أكسيان” للاتصالات – والتي تعمل في 9 دول أفريقية – على حصة قدرها 9.2% في “جوميا”، ووصف دوفاي دخول “أكسيان” بأنه يمثل استثمارًا استراتيجيًا داعمًا، بالنظر إلى تكامل أعمالها في التكنولوجيا المالية مع نشاط “جوميا” في التجارة الإلكترونية.
فرص مستقبلية من التحولات التجارية العالمية
أبدى دوفاي تفاؤله بأن “جوميا” يمكن أن تستفيد من التحولات التجارية القادمة من آسيا، بفعل تباطؤ صادرات الصين وجنوب شرق آسيا نتيجة للسياسات الحمائية الأمريكية، ما يدفع الشركات الآسيوية للبحث عن أسواق جديدة، مثل أفريقيا.
وختم قائلاً: “نحن في موقع الوسيط في سوق نامٍ ومتعطش، وجاهزون لاقتناص هذه الفرصة وخدمة عملائنا بشكل أفضل”.