عاجل
الخميس 05 يونيو 2025
رئيس التحرير
مواهب عبدالرحمن

بيل جيتس: سأخصص معظم ثروتي لتحسين الصحة والتعليم في إفريقيا خلال العشرين عامًا المقبلة

مؤسس شركة مايكروسوفت،
مؤسس شركة مايكروسوفت، بيل غيتس،

أعلن مؤسس شركة مايكروسوفت، بيل غيتس، أن معظم ثروته ستُوجَّه خلال العقدين المقبلين لدعم خدمات الصحة والتعليم في إفريقيا، مؤكدًا أن “إطلاق طاقات البشر من خلال الصحة والتعليم يمكن أن يضع كل دولة إفريقية على طريق الازدهار”.

 

تسخير الذكاء الاصطناعي

 

وفي كلمة ألقاها من مقر الاتحاد الإفريقي في العاصمة الإثيوبية أديس أبابا، دعا غيتس الشباب الإفريقي المبتكر إلى التفكير في كيفية تسخير الذكاء الاصطناعي لتحسين قطاع الرعاية الصحية في القارة، مشيرًا إلى أن “أفريقيا تجاوزت أنظمة البنوك التقليدية بفضل الهواتف المحمولة، والآن لديها فرصة لبناء أنظمة رعاية صحية ذكية مدمجة بتقنيات الذكاء الاصطناعي منذ البداية”.

 

عزمه التبرع

 

وكان بيل جيتس، البالغ من العمر 69 عامًا، قد أعلن الشهر الماضي عزمه التبرع بـ99% من ثروته المقدّرة بنحو 200 مليار دولار بحلول عام 2045، وهو الموعد الذي تعتزم فيه مؤسسته “بيل وميليندا غيتس” إنهاء عملياتها رسميًا.

 

التحديات في إفريقيا

 

وقال غيتس في كلمته: “لقد تعهدت مؤخرًا بأن تُوزَّع ثروتي خلال العشرين عامًا القادمة، وسيُوجَّه الجزء الأكبر من هذه الأموال لمعالجة التحديات في إفريقيا”.

ورحّبت غراسا ماشيل، السيدة الأولى السابقة لموزمبيق، بإعلان غيتس، واصفة إياه بأنه يأتي “في لحظة أزمة”، وأضافت: “نُعوّل على التزامه الثابت بمواصلة السير معنا في طريق التحول”.

وتأتي تعهدات غيتس في وقت خفّضت فيه الإدارة الأمريكية مساعداتها للقارة الإفريقية، بما في ذلك برامج مكافحة فيروس نقص المناعة (الإيدز)، ضمن سياسة “أمريكا أولًا” التي تبناها الرئيس الأمريكي السابق دونالد ترامب، ما أثار قلقًا بشأن مستقبل الرعاية الصحية في المنطقة.

وأكد غيتس أن مؤسسته ستركز على تحسين الرعاية الصحية الأولية، قائلاً: “أثبتت التجارب أن توفير تغذية جيدة وصحة للأم قبل وأثناء الحمل يؤدي إلى أفضل النتائج، كما أن حصول الطفل على تغذية جيدة خلال أول أربع سنوات من حياته يصنع فارقًا كبيرًا”.

وأشار إلى أن رواندا تُعد نموذجًا يُحتذى به، إذ بدأت فعليًا في تحسين خدماتها الصحية باستخدام تقنيات الذكاء الاصطناعي مثل أجهزة الموجات فوق الصوتية لتحديد حالات الحمل عالية الخطورة.

وأكدت مؤسسة غيتس أن أولوياتها الثلاث خلال الفترة المقبلة تشمل: إنهاء الوفيات التي يمكن تفاديها بين الأمهات والأطفال، وحماية الأجيال القادمة من الأمراض المعدية الفتاكة، ورفع ملايين الأشخاص من براثن الفقر.

وفي بيان للمؤسسة، أوضحت أنه “مع نهاية العشرين عامًا، ستُنهي المؤسسة عملياتها”.

وكان جيتس قد كتب في مدونة له مؤخرًا: “قد يقول الناس أشياء كثيرة عني عندما أموت، لكني مصمم على أن عبارة (مات غنيًا) لن تكون إحداها”.

يُذكر أن بيل غيتس، الذي يُعد خامس أغنى شخص في العالم وفقًا لتصنيف بلومبرغ، شارك في تأسيس شركة مايكروسوفت عام 1975 مع الراحل بول ألين، وسرعان ما أصبحت الشركة لاعبًا رئيسيًا في صناعة البرمجيات والتقنيات.

وقد انسحب تدريجيًا من العمل التنفيذي في الشركة، فاستقال من منصب الرئيس التنفيذي عام 2000، وتخلى عن رئاسة مجلس الإدارة في 2014. وصرّح بأنه استلهم فكرة التبرع بثروته من المستثمر وارن بافيت ومجموعة من كبار المتبرعين.

لكن في المقابل، يتعرض جيتس لانتقادات من بعض الجهات التي ترى أن مؤسسته تستغل وضعها الخيري للإعفاء الضريبي، وتؤثر بشكل غير متوازن في منظومة الصحة العالمية.