< تراجع حاد في أرباح “بورشه” بسبب التحول الكهربائي وتباطؤ السوق الصينية
الميزان نيوز
رئيس التحرير
عصام كامل

تراجع حاد في أرباح “بورشه” بسبب التحول الكهربائي وتباطؤ السوق الصينية

شركة بورشه
شركة بورشه

تراجع حاد في أرباح “بورشه” بسبب التحول الكهربائي وتباطؤ السوق الصينية

 

سجلت شركة بورشه الألمانية تراجعًا حادًا في أرباحها التشغيلية بنسبة 99% خلال الأشهر التسعة الأولى من عام 2025، لتبلغ 40 مليون يورو فقط (46.4 مليون دولار)، مقارنة بـ 4.03 مليارات يورو في الفترة نفسها من العام الماضي.

 

وأرجعت شركة بورشه هذا الانخفاض الكبير إلى مصاريف استثنائية مرتبطة بإعادة هيكلة التحول نحو السيارات الكهربائية، إضافة إلى تراجع المبيعات في السوق الصينية، التي تُعد أكبر أسواقها.

 

 تراجع الإيرادات وتأثير الأسواق

بلغت إجمالي إيرادات بورشه 26.86 مليار يورو (31.16 مليار دولار) بانخفاض 6% على أساس سنوي، فيما انخفض العائد التشغيلي على المبيعات إلى 0.2% مقارنة بـ 14.1% العام الماضي.

وأوضحت شركة بورشه أن الأداء تأثر بعدة عوامل أبرزها الرسوم الجمركية الأمريكية، وظروف السوق الصعبة في الصين، بجانب تكاليف تنظيمية وهيكلية مرتبطة ببرامج التحول الكهربائي.

 

 التحول الكهربائي يكبد الشركة خسائر مليارية

أكدت “بورشه” أن تعديل استراتيجيتها الخاصة بالسيارات الكهربائية — والتي تضمنت التخلي عن إنتاج البطاريات داخليًا — أدى إلى خسائر إضافية بلغت 3.1 مليار يورو خلال العام.

ورغم ذلك، ارتفع التدفق النقدي الصافي من أنشطة السيارات إلى 1.34 مليار يورو مقارنة بـ 1.24 مليار يورو في الفترة المقابلة من 2024، بفضل سياسات خفض النفقات.

 

 تراجع المبيعات وصعود السيارات الكهربائية

سلمت بورشه 212,509 سيارة حول العالم خلال 9 أشهر، بانخفاض 6% على أساس سنوي، بينما ارتفعت حصة السيارات الكهربائية والهجينة إلى 35.2% من إجمالي المبيعات، و56% في أوروبا وحدها.

وفي الربع الثالث من 2025، تكبدت الشركة خسائر تشغيلية بلغت 966 مليون يورو، متجاوزة توقعات المحللين عند 611 مليون يورو فقط، وفق بيانات مؤسسة Visible Alpha.

 

 عام 2025 “عام القاع”

قال المدير المالي يوغن بريكنر إن عام 2025 يمثل “عام القاع” في دورة أعمال بورشه، مضيفًا أن النتائج الحالية تعكس تكلفة “إعادة التوجه الاستراتيجي”، لكنها “ضرورية لتعزيز المرونة والربحية على المدى الطويل”.

وأشار إلى تأجيل طرح بعض الطرازات الكهربائية الجديدة، مع توسيع إنتاج سيارات الاحتراق والهجينة القابلة للشحن، في إطار خطة لإعادة التوازن بين التكلفة والعائد.

 توقعات حذرة للعام المالي

تتوقع بورشه أن تتراوح إيرادات 2025 بين 37 و38 مليار يورو، مع عائد على المبيعات بين 0% و2%، وهامش تدفق نقدي صافي بين 3% و5%، وسط استمرار تأثير الرسوم الجمركية الأمريكية (15%) المفروضة منذ أغسطس الماضي.

كما تواجه الشركة تحديات في الحفاظ على مبيعاتها داخل الأسواق الثلاثة الرئيسية (أوروبا، أمريكا الشمالية، الصين) بسبب الضغوط التسعيرية وتراجع الطلب.

 

تغييرات قيادية مرتقبة

أعلنت المجموعة أن أوليفر بلومه، الذي يشغل أيضًا منصب الرئيس التنفيذي لشركة فولكسفاغن، سيسلم مهام إدارة بورشه إلى مايكل لايترز، الرئيس التنفيذي السابق لشركة مكلارين، اعتبارًا من مطلع 2026، وسط ضغوط من المستثمرين لإنهاء ازدواجية المناصب.

وسيتعين على لايترز مواجهة واحدة من أكبر الأزمات في صناعة السيارات الأوروبية، مع تراجع الأرباح وتباطؤ الطلب وتزايد المنافسة في سوق المركبات الكهربائية.