محمد القلا: صعوبة التمويل وتعقيد الإجراءات يعيقان توسع التعليم الخاص في مصر

حذر محمد القلا، الرئيس التنفيذي والعضو المنتدب لشركة “سيرا للتعليم”، من التحديات الهيكلية التي تعيق نمو وتوسع مشروعات التعليم الخاص في مصر، مشيرًا إلى أن العقبات التمويلية والإجرائية تمثل عائقًا رئيسيًا أمام تطوير هذا القطاع الحيوي.
وفي كلمته خلال القمة السنوية الرابعة للاستثمار في التعليم، والتي أُقيمت تحت رعاية وزارات المالية والتخطيط والتعاون الدولي، إلى جانب الهيئة العامة للرقابة المالية وهيئة الأبنية التعليمية، أكد القلا أن الإطار القانوني المنظم لعمل الجامعات الخاصة لا يعكس حقيقة التحديات التي يواجهها المستثمرون على أرض الواقع.
فجوة بين القانون والواقع
وأوضح القلا أن الجامعات الخاصة، مثل جامعة سيناء، تخدم مجتمعات سكانية كبيرة، لكنها لا تزال تُعامل في الإجراءات كأنها “مشروعات عقارية”، مؤكدًا أن هذا التصور يعيق تقديم نماذج تعليمية جديدة تتماشى مع احتياجات المجتمع وسرعة التغيير في أسواق العمل.
وأضاف: “الاستثمار في التعليم هو الأكثر ربحية في الوقت الحالي، لكنه يفتقر إلى بيئة تشريعية وتنظيمية محفزة، ما يؤدي إلى عزوف عدد كبير من المطورين العقاريين عن دخول القطاع بسبب البيروقراطية وتعقيدات التراخيص.”
تعقيدات الترخيص ترفع التكاليف
وأشار إلى أن الحصول على التراخيص اللازمة لمشروعات تعليمية قد يستغرق أكثر من عام، ما يؤدي إلى تأخر التنفيذ وزيادة التكاليف، قائلاً: “الدورة الزمنية لأي مشروع تعليمي طويلة، والنظام الحالي لا يناسب طبيعة الاستثمار في هذا القطاع.”
🔹 التمويل التقليدي لا يخدم التعليم
وفيما يخص التحديات التمويلية، أكد القلا أن أدوات التمويل البنكي الحالية غير مناسبة لدورة حياة المشروعات التعليمية، ما دفع شركة سيرا إلى اللجوء إلى أدوات تمويل بديلة مثل التوريق، باعتبارها أكثر توافقًا مع متطلبات التوسع في التعليم.
الابتكار “مقيد” والتشريعات “جامدة”
وانتقد القلا محدودية التشريعات الحالية في دعم الابتكار التعليمي، قائلًا: “الابتكار مقتول… كلنا نكرر نفس النموذج، ومن يتمكن من تقليد النظام هو من يُعتبر ناجحًا، لا من يطوره.”
مطورون يغادرون السوق المصري
واختتم القلا حديثه بالتأكيد على أن تراكم المعوقات تسبب في حالة من الإحباط لدى عدد كبير من المطورين، ما دفع بعضهم للبحث عن فرص استثمارية في أسواق أخرى أكثر مرونة، مضيفًا: “أكبر تحدٍ نواجهه هو ضمان حصول أبنائنا على تعليم جيد، لكن النظام المعقد يُعيقنا.”