من توت عنخ آمون إلى خوفو..المتحف الكبير يعرض كنوز الحضارة المصرية في تجربة متكاملة
من توت عنخ آمون إلى خوفو.. المتحف الكبير يعرض كنوز الحضارة المصرية في تجربة متكاملة
“المتحف المصري الكبير”.. معايير بيئية وتكنولوجية تضع مصر على خريطة المتاحف الذكية عالميًا
أصدر مركز المعلومات ودعم اتخاذ القرار بمجلس الوزراء تقريرًا جديدًا بعنوان “المتحف المصري الكبير.. بوابة مصر إلى حضارة المستقبل”، استعرض فيه أبرز ملامح المشروع القومي العملاق الذي تستعد مصر لافتتاحه قريبًا، باعتباره أكبر متحف في العالم مكرّس لحضارة واحدة، ونموذجًا عالميًّا يجسد طموح الدولة في تقديم تراثها العريق برؤية معاصرة.
وأكد التقرير أن المتحف لا يُعد مجرد صرح أثري، بل رؤية متكاملة تجمع بين الأصالة والمعاصرة، حيث يضيف بُعدًا ثقافيًّا وتعليميًّا وترفيهيًّا لتجربة الزوار عبر مرافقه المتنوعة، ما يجعله مركزًا حضاريًّا متكاملاً يعكس مكانة مصر العالمية في حفظ التراث الإنساني.
وأوضح المركز أن فكرة إنشاء المتحف تعود إلى تسعينيات القرن الماضي، حين برزت الحاجة إلى صرح ثقافي ضخم يليق بعظمة الحضارة المصرية. وقد اختير موقعه بعناية ليطل على أهرامات الجيزة، تأكيدًا للترابط بين الماضي العريق والمستقبل الطموح. وفي عام 2002 أطلقت مصر، برعاية منظمة اليونسكو والاتحاد الدولي للمهندسين المعماريين، مسابقة دولية لتصميمه، ليبدأ التنفيذ عام 2005، ويشهد لاحقًا تأسيس أكبر مركز لترميم الآثار في الشرق الأوسط عام 2010.
وأشار التقرير إلى أن المشروع شهد تقدمًا متسارعًا على مدار العقدين الماضيين، حتى بلغت نسبة إنجازه نحو 98% عام 2020، مع تطوير شامل للمناطق المحيطة وربطها بالمتحف، فضلًا عن ترميم أكثر من 52 ألف قطعة أثرية. وفي عام 2021 اكتملت البنية التحتية الرقمية وأنظمة الاتصالات الذكية، تلاها الانتهاء من سيناريو العرض الخاص بكنوز الملك توت عنخ آمون التي تُعرض كاملة لأول مرة.
وأضاف التقرير أن عام 2023 شهد إنجاز المكونات الرئيسة للمتحف، من بينها بهو المدخل والدرج العظيم ومتحف الطفل وميدان المسلة المعلقة والحدائق والمباني الخدمية والمناطق الاستثمارية، إلى جانب التشغيل التجريبي المحدود لضمان الجاهزية الكاملة قبل الافتتاح الرسمي.
ولفت المركز إلى أن الدولة دعمت المشروع بشبكة طرق حديثة ومحاور تربط المتحف بالمناطق الحيوية ومطار سفنكس الدولي، مما يسهم في تسهيل الوصول ويعزز التجربة السياحية. كما أشار إلى الدور المحوري للوكالة اليابانية للتعاون الدولي (جايكا) في تقديم الدعم الفني والمالي للمشروع، ما جعله نموذجًا رائدًا للتعاون الدولي في مجال حفظ التراث.
ويضم المتحف مجموعة فريدة من الكنوز الأثرية، أبرزها المجموعة الكاملة للملك الذهبي توت عنخ آمون، ومجموعة الملكة حتب حرس، ومتحف مراكب الملك خوفو، إلى جانب آلاف القطع التي تمتد من عصور ما قبل الأسرات إلى العصرين اليوناني والروماني، ليقدم للزائرين تجربة حضارية ومعرفية متكاملة. كما يحتضن المتحف مرافق ثقافية وتعليمية متنوعة تشمل متحف الطفل، ومركزًا تعليميًّا ومكتبة متخصصة، وقاعات للحرف والفنون ومرافق مهيأة لذوي القدرات الخاصة، إلى جانب مطاعم ومناطق ترفيهية تطل على الأهرامات.
وأشار التقرير إلى أن المتحف الكبير سيلعب دورًا محوريًّا في تحقيق عدة منافع اقتصادية وسياحية وثقافية، من بينها خلق فرص عمل جديدة، وتنشيط القطاعات الخدمية والسياحية، وتعزيز الهوية الوطنية، والترويج للسياحة التعليمية والترفيهية والمؤتمرات. كما يُتوقع أن يجذب المتحف نحو 5 ملايين زائر سنويًّا وفقًا لتقديرات مؤسسة “فيتش”، ليصبح أحد أبرز مراكز الجذب الثقافي في العالم.
واختتم مركز المعلومات تقريره بالتأكيد على أن المتحف المصري الكبير أصبح نموذجًا عالميًّا في بناء وإدارة المؤسسات الثقافية المستدامة، بعد نجاحه في دمج المعايير البيئية والابتكارات التكنولوجية الحديثة في جميع مراحل إنشائه وتشغيله، ما أهّله للحصول على شهادات دولية ومحلية مرموقة تعكس التزامه الكامل بمعايير الجودة والاستدامة والتميز.