«بن لادن» العقارية.. القوي على مائدة الكبار

 حلمنا نحن العرب بشركات عملاقة يكون لها السبق والمبادءة عالميًا وقد كان .. فمجموعة "بن لادن" السعودية عملاق صناعة العقارات العربية عالميًا أقل ما توصف به أنها الجبل الذي يرفع راية الاستثمار العقاري العربي في العالم أجمع .. التنين الغاضب كما يحلو لمؤسسيها أن يصفوها .. تأسست منذ ما يقرب من ثمانين عامًا بالمملكة العربية السعودية، وتنتشر في 187 دولة على مستوى العالم، تصل نسبة إيراداتها إلى 30 مليار دولار.

البداية

أسسها محمد بن لادن بعد ما منحه الملك عبد العزير شرف أنه يوسع المسجد النبوي في المدينة المنورة، تأسست مجموعة بن لادن السعودية سنة 1989، وتوسعت أعمال الشركة منها، الطرق والمنشآت المتنوعة والمشاريع الحيوية والتى أشرفت مجموعة بن لادن السعودية على تنفيذها، بالإضافة أن المجموعة عندها عدد كبير من الفروع في كل مكان في العالم، وهذا ما زاد من مكانتها كشركة رائدة للإنشاءات في الشرق الأوسط، وكما أن  المملكة العربية السعودية وسعت من أرضها وطورت من نفسها بسرعة، كانت في الجهة الثانية مجموعة بن لادن تطور وتوسع من مشاريعها بنفس السرعة وعلى نفس الخطوات، لكي تشارك في النهضة العملاقة التي قامت بيها السعودية.

محمد بن لادن

محمد بن لادن المعلم الذي استمع لنصائحه المهندسون والمخططون، ذو البصيرة النافذه، مؤسس مجموعة بن لادن للمقاولات، كان متزوجا من 22 زوجة وعندة 53 طفلا من زوجاته، وهو والد العقل المدبر أسامة بن لادن في حادثة 11 سبتمبر، وبعد ما مات محمد بن لادن تولى بعده سالم بن لادن ابنه الكبير، بعد وفاة سالم في حادث تحطم طائرة في عام 1988، أصدرت قيادة الجماعة إلى واحد من الإخوة سالم، بكر، رئيس الدورة الحالية، جنبا إلى جنب مع ثلاثة عشر للإخوة الآخرين الذين يشكلون مجلس إدارة مجموعة بن لادن.

إنجازاتها

مجموعة بن لادن السعودية اسمها حفر بين صخور الجبال، قامت بمشاريع كثيرة منها المحلية ومنها الدولية، من أشهر المشاريع المحلية توسيع الحرم المكي والحرم النبوي، ومطار الملك عبد العزيز الدولي، جامعة أم القرى، جامعة الملك عبد لله للعلوم والتكنولجيا، وفندق دار التوحيد. ومن أشهر المشاريع الدولية، الجامعة الأمريكية بالشارقة، فندق الفورسيزون بالأردن، مطار السنغال الدولي ومطار شرم الشيخ.

حادث الرافعة

وعلى الرغم من أن مجموعة بن لادن السعودية حققت نجاحا كبيرا ولها نسبة إيرادات كبيرة وتشغل عمالة أجنبية كبيرة أغلبها مصريون، عبرت عليها كوارث كثيرة أثرت عليها من أشهر الحوادث التي مرت على المجموعة، حادثة سقوط آلة رافعة في الحرم المكي يوم الجمعة 11 سبتمبر 2015 في مشروع توسعة المسجد الحرام في مكة المكرمة غرب المملكة العربية السعودية، ومات فيها أكثر من 107 أشخاص وحوالي 238 جريحًا، وكانت الحادثة خلال موسم الحج وكان الضحايا من الحجاج.

المتضرر الأكبر

المتضرر الأكبر في الحادثة، العمال الذين طردوا من الشركة في الفترة الأخيرة، فعلى الرغم من أن الشركة فتحت أبوابها للعمالة الأجنبية بشكل كبير، بتوظيفها 200 ألف عامل مغترب، حتى وصل موظفو الشركة إلى 323 ألف موظف، جاءت الأزمة الطاحنة الأخيرة بالشركة، لتكون كالصاعقة على العمال، وتحديدًا الأجانب، حيث اعترفت مجموعة بن لادن بالاستغناء عن مجموعة من العاملين الأجانب، وعددهم بين 50 و77 ألفًا، وأن الاستغناء تم بسبب تأخر الحكومة السعودية في دفع مستحقات للشركة.

وتعد العمالة المصرية في هذه المجموعة الأضخم عددًا، حيث يتراوح عددهم من 80 إلى 90 ألفًا. وتضم الشركة عمالة من جنسيات أخرى، صفت  الشركة ما يقرب من 6000 إلى 6500 عامل مصري، علمًا بأن المصريين موزعون في هذه الشركة بين إداريين وفنيين وعمال.

وفي الشهور الأخيرة تكررت بشكل واضح احتجاجات عمال الشركة، بسبب عدم استلامهم رواتبهم منذ ما يقارب الـ 6 أشهر في أعقاب سقوط الرافعة، كما رفض نحو 50 ألفًا من موظفي المجموعة من الأجانب مغادرة السعودية قبل الحصول على رواتبهم المتأخرة، مما أدى إلى تجمعات أمام إدارات الشركة المنتشرة بمدن المملكة يوميًّا، حتى وصل الحال بالعمال إلى التعبير عن غضبهم بحرق عدد من الأتوبيسات الخاصة بالمجموعة.

القشة التي قسمت ظهر البعير

حادث سقوط رافعة الحرم المكي خلال توسعات الشركة بالحرم، جعل المجموعة تطرد عددا كبيرا من العاملين بها وكان أغلب الناس الذين تركوا الشركة مصريين ووصل إجمالي عدد المطرودين من الشركة 50 ألفا، لأن بعد الحادثة وقعت الشركة في ظروف مادية صعبة.

البعض فسر سقوط الرافعة، لأسباب مناخية بسبب حالة الجو والعواصف الترابية والرياح والأمطار التي كانت موجودة ساعتها، والبعض فسر سقوط الرافعة بأن هناك  جهات وأشخاصا هم من عملوا الحادثة ولهم أياد فيها بمعنى أن هناك شبهة جنائية في الموضوع، لكن في الآخر الديوان الملكي السعودي نفى أن سبب الحادثة شبهة جنائية وقال أن السبب الرئيسي الرياح والعواصف.

حادثة سقوط رافعة الحرم المكي قصمت ظهر شركة بن لادن يعني ببساطة الحادثة كانت ممكن أن تتسبب في إفلاسها، لأنه صدرت أوامر من الملك سلمان بن عبد العزيز مثل إيقاف تصنيف مجموعة بن لادن السعودية، ومنعها من دخول أي مشاريع جديدة، ومنع سفر جميع أعضاء مجموعة بن لادن السعودية إلى نهاية التحقيق في الحادث، وبعد ذلك صدر مرسوم ملكي سمح للشركة أنها تقوم بأعمال ومشاريع حكومية ورفع الحظر عن سفر كبار مديريها.