الرياض تستعد لاستضافة قادة المال العالميين في “مبادرة مستقبل الاستثمار"
تستعد العاصمة السعودية الرياض الأسبوع المقبل لاستقبال نخبة قادة المال والأعمال العالميين للمشاركة في مؤتمر مبادرة مستقبل الاستثمار (FII)، الحدث الاقتصادي الأبرز في المملكة، والذي يعقد هذا العام في ظل ظروف إقليمية دقيقة وعودة الرئيس الأمريكي السابق دونالد ترامب إلى البيت الأبيض — وهو ما يضفي بُعدًا سياسيًا واقتصاديًا خاصًا على القمة، بالنظر إلى توافق رؤيته في المشاريع الضخمة مع طموحات المملكة العملاقة.
انعقاد المؤتمر
ويأتي انعقاد المؤتمر وسط هدنة هشة في غزة بوساطة أمريكية وتوترات إقليمية مستمرة، بينما تسعى المملكة لإثبات أن تحولها الاقتصادي الكبير ليس مجرد وعود بل واقع ملموس.
ويعد هذا التجمع منصة رئيسية لطموحات السعودية في عرض مشاريعها الاستراتيجية الكبرى وجذب الاستثمارات الأجنبية، حيث يشهد الحدث توقيع صفقات جديدة بحضور قادة عالميين ومسؤولين ماليين تحت القبة الذهبية لمركز المؤتمرات في الرياض.
ومن أبرز الحضور المتوقعين هذا العام: الرئيس الكولومبي غوستافو بيترو، والرؤساء التنفيذيون لكبرى المؤسسات المالية مثل بلاك روك (لاري فينك)، وجي بي مورغان (جيمي ديمون)، وسيتي جروب (جين فريزر) التي تولت مؤخرًا رئاسة مجلس الأعمال الأمريكي-السعودي المشترك، إلى جانب قادة التكنولوجيا والطاقة مثل إنتل وأرامكو.
ويُنظر إلى المؤتمر باعتباره اختبارًا جديدًا لثقة المستثمرين العالميين في الاقتصاد السعودي، خصوصًا بعد أن التزمت الرياض باستثمارات بقيمة 600 مليار دولار في الولايات المتحدة خلال زيارة ترامب السابقة للمملكة، بينما تعمل في الوقت نفسه على جذب رؤوس الأموال الأجنبية لدعم خطة ولي العهد الأمير محمد بن سلمان لتنويع الاقتصاد وتقليل الاعتماد على النفط.
ورغم الطموحات الضخمة، تواجه بعض المشاريع الكبرى تحديات تتعلق بانخفاض أسعار النفط والعجز في الموازنة، مما دفع المملكة إلى إعادة ترتيب أولوياتها وتعديل حجم بعض المشروعات لتسريع التنفيذ قبل استضافة فعاليات عالمية كبرى.
وتقول أليس جاور، الشريكة في شركة «Azure Strategy» البريطانية للاستشارات:
“أسلوب ترامب المبالغ فيه وطموحات المملكة في إطلاق مشاريع ضخمة يبدوان متوافقين تمامًا، لكن التحدي الحقيقي سيكون في سرعة تحويل هذه الوعود إلى إنجازات على أرض الواقع.