ديمون يسخر من العريضة ويدعو إلى زيادة الكفاءة
جيمي ديمون :لا تراجع عن سياسة العودة الكاملة للمكاتب في جي بي مورجان

في اجتماع داخلي حماسي عقد يوم الأربعاء، رفض جيمي ديمون، الرئيس التنفيذي لبنك جي بي مورغان تشيس، دعوات بعض الموظفين لتخفيف سياسة العودة إلى العمل المكتبي لمدة خمسة أيام، وفقًا لتسجيل صوتي استعرضته وكالة رويترز.
وأعرب الموظفون في أكبر بنك أمريكي عن استيائهم عبر لوحات الرسائل الداخلية والمحادثات بشأن فقدان ترتيبات العمل الهجينة، بينما أطلق بعضهم عريضة إلكترونية تحث ديمون على إعادة النظر في القرار. لكن ردّه كان قاطعًا، حيث قال: “لا تضيّعوا وقتكم في هذا الأمر. لا يهمني كم شخصًا يوقع على هذه العريضة اللعينة.” وجاء هذا التعليق وسط ضحكات بعض الحاضرين.
ورفض البنك التعليق على هذه التصريحات
لا مجال للتفاوض: العودة إلى المكتب إلزامية
بدلاً من تقديم تنازلات، شدد ديمون على ضرورة رفع الكفاءة، مؤكدًا أن الموظفين لديهم حرية الاختيار في العمل لدى جي بي مورغان من عدمه. وأضاف: “لا تغضبوا مني، فالأمر متروك لكم. نحن في بلد حر.”
مع انحسار تأثير جائحة كورونا، تزايدت شكاوى الموظفين من إلغاء سياسات العمل عن بُعد، خاصة بين العاملين في الأقسام الإدارية الخلفية للبنك. ووسط هذا الاستياء، تواصل بعض الموظفين مع نقابة عمال الاتصالات في أمريكا (CWA) لاستكشاف إمكانية إنشاء نقابة عمالية، وهي خطوة نادرة في القطاع المالي الأمريكي، وفقًا لما ذكره نِك وينر، المسؤول عن حملة CWA.
وبحلول مساء الأربعاء، كان نحو 950 موظفًا قد وقعوا العريضة المناهضة للقرار، لكن بالمقارنة مع العدد الإجمالي لموظفي البنك، الذي يتجاوز 317,000 موظف عالميًا، لا يبدو أن ذلك يشكل ضغطًا كبيرًا على الإدارة.
أداء قوي يثير تساؤلات الموظفين
فيما يرى ديمون أن العمل المكتبي يعزز الإنتاجية والإبداع، تساءل بعض الموظفين عن سبب إجبارهم على العودة إلى المكتب في ظل الأداء المالي القوي للبنك. فقد حقق جي بي مورغان أرباحًا قياسية في 2024، وقفز سعر سهمه إلى ضعف قيمته خلال السنوات الخمس الماضية، مما دفع الموظفين للتساؤل: لماذا إذن يتعين عليهم قضاء وقت أطول في المكتب؟
لكن ديمون كان واضحًا في موقفه، حيث قال: “لن أترك الأمر للمديرين. صفر فرصة لذلك. لقد كان هناك إساءة استغلال غير عادية.”
إجراءات لتحسين الكفاءة وخفض البيروقراطية
لا يقتصر تشديد ديمون على العودة إلى المكتب، بل يمتد إلى سياسات رفع الكفاءة داخل البنك. فقد طالب جميع الإدارات بتحقيق زيادة بنسبة 10% في الكفاءة، مما يشمل تقليل التقارير، والاجتماعات، والمستندات، والدورات التدريبية بنسبة 10%.
وفي الاجتماع، أعرب ديمون عن إحباطه من البيروقراطية داخل البنك، مستشهدًا بحالة تتعلق بإدارة الثروات استلزمت موافقة 14 لجنة. وقال غاضبًا: “أشعر برغبة في طرد رؤساء اللجان الأربعة عشر. لم أعد أطيق ذلك.” ثم أضاف: “أنا آسف. هذه غلطتي. أنا المدير.”
كما انتقد ديمون تقارير تقييم الأداء الخاصة بلجنة تشغيل البنك، والتي قد تمتد إلى ست صفحات، معتبرًا أنها تساهم في تعقيد العمليات بدلاً من تحسينها.
توجه مشابه لوول ستريت وترامب
يتماشى موقف ديمون المتشدد مع توجه العديد من قادة وول ستريت، بالإضافة إلى الرئيس الأمريكي السابق دونالد ترامب، الذي طالب بإنهاء سياسات العمل عن بُعد في الإدارات الحكومية.
مع تشديد جي بي مورجان قبضته على سياسات العمل المكتبي، يبدو أن مستقبل العمل الهجين في القطاع المصرفي الأمريكي يواجه تحديات كبيرة، في ظل إصرار المؤسسات المالية الكبرى على إعادة الموظفين إلى المكاتب، بغض النظر عن الاعتراضات.