عاجل
الخميس 28 مارس 2024

الصفقات التجارية.. «الزواج في الريف المصري»

الميزان نيوز

أضحي شبيهاً بالصفقات التجارية التي ينبغي أن تثمر وتزدهر لكنهم لا يعلمون أنها صفات فشلت فشلاً ذريعاً  وكلها بائت بالفشل لحساباتهم الخاطئة .


وها هنا الأب يبحث لإبنته علي شخص يملك من المال الكثير لا يضع مبدأ ولا أسس ولا قواعد لهذا الشخص الذي سيدخل بيته كل همة في هذه الدنيا ان يجد لابنته رجل يملك المال ظناً منه انه يفعل الصواب .


فلاباء نقول، لماذا تحملون بناتهم وازواجهم ما لا طاقة لهم به.. لماذا تلقون بهم تحت وطأة الدين دون رحمة.. لماذا لا تدعوهم يبدأون حياتهم بالحب والفرح دون دين يرهقهم ويثقل كاهلهم.. فالزواج ليس صفقة تجارية بل هو علاقة انسانية تقوم على التوافق والتعاون من اجل عيشة يسودها الانسجام والمشاركة في بناء مستقبل باهر وتآلف قلبين وتكوين اسرة يشرف الامل فيها من خلال ترابطها بالسعادة والقناعة والتفاهم، فتقاليد الزواج اصبحت في بلادنا مشروعا معقدا قاسيا يثقل كاهل الشباب حتى باتوا يعزفون عنه خوفا من الوقوع بين براثن الدين وصعوبة الاخذ بتلك الخطوة الصعبة.


ويأتي دور البنت الذي يتمثل حول أنها لا تبحث إلا عن المتعة اللحظية فقط مع شاب توهم نفسها بانها تحبه وهو ايضاً كذالك وفي الاخير هما الاتنين يبحثان عن الشهوة فقط لا غير.. وفي النهاية تفشل الصفقه .


 أعود واكرر رفقا ببناتكم وابنائكم ايها الآباء فلا تدعوهم عرضة للوقوع في دوامة الفشل والضياع.. والحزن.. والاكتئاب.. وخيبة الامل.

هناك الكثير ممن اعتزلوا الزواج وابتعدوا عنه لرؤيتهم أنه من الخسارة المراهنة علي جيل تربي وترعرع وسط حفنة من العادات والتقاليد الفانية .


ومعي مثال أعرفه مثل ما أعرف مثله الكثير والكثير، شاب إعتزل الزواج وظل يسافر و يجوب في أرض الله يميناً ويساراً حتي إلتقي في يوم من الأيام بفتاة غير مصرية علي بلاد أجنبية لقاء فالتالي أحبا بعضهم حبا جما تعجز حروفي عن وصفة .


بعد مرور عام أنجبا فتاة «سبحان الخالق» تملك من الجمال مالم تري قط عينيك ومرت سنوات حتي كبرت البنت أمام أعينهم حتي تقدم شاب لخطبتها فتعامل الوالد الذي كان في يوم من الايام معتزلا الزواج لعادات وتقاليد واهيه وعلي ان المجتمع يتعامل مع الامر معامله الصفقه.. معاملة «الصفقه التجارية».


وغالبا قد يلجأ الأب إلى الاستدانة من أجل أن يكون زواج ابنته مثل ابنة رفيقه التي أحيانًا ما تحدث الناس عن فخامة أغراضها، فمبدأ المقارنة من المبادئ السائدة في الريف، وما يُثير الدهشة أنه في بعض القرى تطالب الفتاة لشراء أغراض شبيهة لأغراضها لتُقدمها لوالدة زوجها كهدية.


في مصر التي تعاني تزايدا ملحوظا في نسب الطلاق، بحسب تقارير حكومية، وتعاني غلاء أسعار نتج عن تضخم اقتصادي وصل إلى 19٪ في 2022، بحسب البنك المركزي المصري، يصر الأهالي من الطبقة المتوسطة على تكليف زواج أبنائهم حوالي 700 ألف جنيه (28 ألف دولار تقريبا)، لا تشمل سعر الشقة السكنية وتجهيزها.


وفي دراسة بحثية لجامعة الأزهر عن "التكاليف الاجتماعية والأوضاع الراهنة في الريف" فإن تلك العادات تسللت إلى الثقافة المصرية عبر بوابة الهجرة الخارجية والعودة بأموال طائلة في أيدي الكثير ممن لم تكن لهم قيمة أو وزن في مجتمعهم، وأرادوا الرفعة وعلو المكانة من خلال المظاهر والتظاهر، وتبعهم في التقليد باقي أفراد المجتمع حتى أصبحت كل مظاهر الإسراف والبذخ جزءا من ثقافة المجتمع الريفي.