عاجل
الأحد 12 مايو 2024

بعد 180 يوما من التعويم.. قطاع الطيران ينضم لـ«ضحايا التعويم».. خسائر قياسية وتراجع الإقبال و«الشحن» الرابح الوحيد

صورة أرشيفية - الميزان
صورة أرشيفية - الميزان الاقتصادي

بعد ساعات معدودة من إعلان البنك المركزي عن تعويم الجنيه، في 3 نوفمبر الماضي، ارتفعت أسعار تذاكر الطيران، وقامت كل شركات الطيران برفع أسعارها لمواجهة أثار تعويم الجنيه، ما سبب خسائر قياسية للشركات، خاصة مع تراجع القطاع السياحي المستمر لـ6 أعوام متتالية.

خسائر قياسية للشركات


قامت شركة مصر للطيران بفرض رسوم إضافية على شراء تذاكر السفر بالجنيه بدلا من الدولار، من خارج مصر، خاصة بعد فقدان الشركة إيرادات دولارية بقيمة 850 مليون دولار العام الجاري، بسبب أسعار بيع تذاكر الطيران، ضمن إجراءات الحد من التلاعب والمضاربة على الدولار.




وتكمن هذه الزيادة على جزء فقط من ثمن تذكرة الطيران والذي تسدده شركة الطيران بالدولار، والواقع ضمن مكونات تذكرة السفر، تحت بند رسوم الضرائب التي تدفع بالخارج ورسوم مغادرة المطارات، ويسددها الراكب ضمن سعر التذكرة.




وتغيرت أسعار التذاكر وفقا لسعر الصرف اليومي، وأشار يسري عبد الوهاب، رئيس اتحاد النقل الجوي، إلى أن الأسعار ارتفعت نحو 48%، وهو مقدار ارتفاع الدولار مقابل الجنيه بعد عملية التعويم، لتصبح أسعار التذاكر من 800 جنيه إلى 1200 جنيه، خاصة وأن 80% من مكونات صناعة الطيران تتم بالعملة الأجنبية.




بينما قامت شركة النيل للطيران، إحدى الشركات الخاصة، بزيادة أسعار تذاكر الرحلات العالمية ما بين 10% إلى 50%، ولم تقم بتغيير أسعار تذاكر الرحلات الداخلية تشجيعا للسياحة، فضلا عن شركة الخطوط البريطانية، والتي رفعت أسعار تذاكرها بنسبة 15%، لتتماشى مع قرار التعويم.




وقدرت معاملات بيع تذاكر السفر التي أوقفها وزير الطيران بسبب التعويم بنحو 250 مليون جنيه شهريا، وقال نادر عياد رئيس لجنة الطيران السابق بغرفة شركات السياحة، أنها أثرت سلبيا فقط على عمل شركات السياحة ولم تؤثر على شركات الطيران.




وأكد عماري عبد العظيم، الرئيس السابق لشعبة السياحة والطيران بالغرفة التجارية، أن قرار التعويم أثر سلبيا على قطاع الطيران، خاصة فى ارتفاع تذاكر السفر الذي أضر كلا من المواطن وشركات الطيران، لأن الشركات تدفع بالجنيه المصري والعميل يرى السعر مرتفع فتلجأ شركات الطيران إجباريا إلى نقص العمولة الخاصة بالشركات لزيادة حجم.




تراجع الإقبال على الطيران


اوضح أحمد صبري، رئيس مجلس إدارة شركة إيتا تورز للسياحة الخارجية والطيران، إن القطاع شهد تراجعًا فى الإقبال على السفر بنسبة تتراوح بين 30 و40% خلال العام الماضي، مقارنة بالعام الذي سبقه، إضافة الى انخفاض أعداد المسافرين خلال شهري يوليو وأغسطس بنسبة 50% بحد أدنى، بسبب ارتفاع أسعار الرحلات كأثر تعويم الجنيه، كما توقع تقليل مدة البرامج إلى نصف المدة لتخفيض النفقات.




ومن غير المتوقع أن يؤثر التعويم على إيرادات الشركات، لأن التعويم رفع سعر الدولار بنسبة تزيد على 100%، وهو ما يعنى أن الشركات ستحقق أرباحًا.




وأشار جهاد الغزالى، الخبير السياحى، إلى تراجع أعداد المسافرين من مصر إلى الخارج، نظرا لزيادة متوسط الأسعار والتى تتراوح ما بين 45 و50% وهو ما دفع أعداد كبيرة من المسافرين لإلغاء سفرهم بسبب ارتفاع الأسعار بالمقارنة بالظروف المعيشية الصعبة للمواطنين والحالة الاقتصادية التي تمر بها مصر.




الشحن الرابح الوحيد


قالت سامية السيد، رئيس مجلس إدارة شركة فينوس للشحن، إن قرار التعويم لم يؤثر على الشركة بشكل سلبى، مرجعة ذلك إلى أن مصروفات الشركة ومواردها بالدولار، وأكدت أن المصدر يدفع النولون، أو تكلفة النقل إلى الخارج بالدولار، ويحصل عليه من العميل الأجنبى، وبالتالى فإن الشركة بمنأى عن التبعات السلبية لقرار التعويم.




يشار إلى أن «فينوس» هى وكيل شحن لعدد كبير من شركات الطيران الأجنبية، والمحلية العاملة بمصر، منها لوفتهانزا، والخطوط البريطانية، ومصر للطيران للشحن.




وأكد صفوت مسلم، رئيس شركة مصر للطيران، أن مصر للطيران للشحن، خلال ربع السنة الأولى حققت أرباحا عالية نظرا لتعويم الجنيه، لأن تعاملات القطاع مع الخارج بالدولار.




زيادة ديون قطاع الطيران


وزارة الطيران المدني، قالت إن شركات الطيران الداخلي خسرت 400 مليون جنيه في العام قبل تعويم الجنيه، موضحًا أن 85% من تكلفة الطيران بالعملة الصعبة، وفيما بلغ تكلفة الكرسي على الطائرة 80 دولارا، فلجأت الشركات إلى تقسيم الكراسي لشرائح، ويضطر الركاب الذين يحجزون في توقيت متأخر إلى الشراء بالأسعار الأعلى.




إضافة إلى محاسبة الشركات الخاصة على وقود الطائرات بالجنيه، بدلًا من الدولار مثل الخدمات الأرضية، ورسوم الهبوط والإقلاع، والوقود، وبالتالى فإن ارتفاع قيمة العملة الصعبة يؤثر على شركات الطيران سلبيًا، بشكل كبير.




وأكد صفوت مسلم، رئيس شركة مصر للطيران، أن ديون الشركة المالية تقدر بـ14 مليار جنيه خلال فترة التعويم نظرا لارتباط سداد الديون بتغيير عملة الدولار بالإضافة إلى تكلفة تشغيل الخطوط التى تأثرت بشكل سلبي نتيجة ارتفاع الدولار بنسبة 500% موضحا أن إغلاق الخطوط التركية نظرا للظروف السياسية أدت إلى خسارة الشركة 2 مليار جنيه.




ورغم ذلك كشف صفوت مسلم، أن قطاع السياحة والأسواق الحرة استطاع ان يحقق أرباحًا فى الربع الاول تقدر بـ40 مليون جنيه، وقطاع الملاحة الجوية استطاع أن يحقق زيادة فى الايرادات بنسبة 30% من طرف الخارج بالاضافة ان الـ 6 شهور الأولى حظيت بنتائج ايجابية، على صعيد آخر قطاع مصر للطيران أكسبريس لم يحقق سوى خسائر فادحة نظرا لأن القطاع يبيع بالدولار ويشتري بالجنيه وأسعار التذاكر للرحلات الداخلية ثابتة.




وأدى قرار التعويم إلى خروج العديد من شركات الطيران الأجنبية العاملة بمصر من السوق، وفقا لجهاد الغزالي الخبير السياحي، مؤكدًا أن مديونيات الشركات للبنك المركزي تتعدى المليار جنيه، في الوقت الذي كان فيه سعر صرف الدولار بالبنك 8.88 جنيه، وحال قام البنك المركزي بردها بالسعر الحالي فإن تلك الشركات خسرت أكثر من 40% من مستحقاتها الموجودة لدى البنك المركزي.

لقراءة المزيد من التفاصيل حول تأثير قرار تعويم الجنيه على الاقتصاد المصرى اضغط هنا