ناصف ساويرس يخطط لضخ استثمارات تصل إلى 50 مليار دولار في البنية التحتية الأمريكية

كشفت صحيفة فاينانشال تايمز عن خطة الملياردير المصري ناصف ساويرس لضخ استثمارات تصل قيمتها إلى 50 مليار دولار في مشروعات البنية التحتية بالولايات المتحدة، في خطوة وُصفت بأنها واحدة من أكبر الالتزامات الاستثمارية التي يقدمها مستثمر غير أمريكي في هذا القطاع.
إعادة هيكلة استراتيجية عبر أبوظبي
يسعى ساويرس إلى دمج شركتيه القابضتين المدرجتين في سوق أبوظبي، وهما OCI Global وOrascom Construction، في خطوة يعتبرها محللون تمهيدًا لتعبئة رأس المال بكفاءة أكبر. ويرى مراقبون أن هذه الخطوة تعزز موقع شركته الاستثمارية NNS Group على خريطة التوسع العالمي.
تصريحات لافتة لكن دون تفاصيل
قال ساويرس في تصريحاته:
“أنظر إلى الأصول المتعلقة بالبنية التحتية التي تعاني من ضعف الأداء أو نقص الاستثمارات. هناك فرصة هائلة في الولايات المتحدة للاستثمار في بنية تحتية أُهملت لعقود.”
لكن، وبحسب فاينانشال تايمز، لم يقدم ساويرس أي تفاصيل تتعلق بالقطاعات المستهدفة أو هيكل التمويل أو الإطار الزمني للاستثمارات، كما لم يُشر إلى أي خطوات للتنسيق مع الجهات التنظيمية الأمريكية المعنية.
صافي الثروة مقابل حجم الطموح
تشير بيانات بلومبرغ إلى أن صافي ثروة ساويرس يقدّر بنحو 9.03 مليار دولار حتى أغسطس 2025، في حين تبلغ ثروة شقيقه نجيب ساويرس 9.13 مليار دولار بفضل استثماراته في الذهب، ما جعله يتصدر قائمة أغنى المصريين مؤخرًا.
هذا الفارق يطرح تساؤلات حول كيفية تمويل التزامات استثمارية بحجم 50 مليار دولار، خاصة في ظل غياب شركاء معلنين أو أدوات تمويلية واضحة حتى الآن.
أبوظبي.. خطوة استراتيجية أم مجرد رمزية؟
رغم أن انتقال ساويرس إلى أبوظبي يمنحه مرونة تنظيمية وقربًا من الصناديق السيادية الخليجية، لم يُعلن بعد عن أي شراكات مع كيانات مثل “مبادلة” أو “أدنوك للاستثمار” أو غيرها. وهو ما يجعل بعض المحللين يرون أن إعادة الهيكلة قد تكون أقرب إلى رسالة رمزية منها إلى خطة تشغيلية متكاملة.
مقارنة مع استثمارات عالمية كبرى
لتوضيح حجم الرقم المعلن من ساويرس، أوردت الصحيفة أمثلة لاستثمارات ضخمة أخرى في السوق الأمريكية:
• روشي (سويسرا): 50 مليار دولار في التصنيع والبحث والتطوير.
• جونسون آند جونسون (أمريكا): 55 مليار دولار في التصنيع والتكنولوجيا.
• أمازون (أمريكا): 34 مليار دولار في البنية التحتية السحابية ومراكز البيانات.
• ميكرون تكنولوجي (أمريكا): 200 مليار دولار في صناعة أشباه الموصلات.
• سوفت بنك + أوراكل + أوبن إيه آي: 500 مليار دولار في بنية الذكاء الاصطناعي التحتية.
وبالمقارنة، لا يمتلك ساويرس حتى الآن أي سجل استثماري معروف في البنية التحتية الأمريكية.
غياب التفاصيل يثير الشكوك
حتى اللحظة، لم يحدد ساويرس:
• القطاعات المستهدفة (نقل – طاقة – اتصالات – بنية رقمية).
• المناطق الجغرافية داخل الولايات المتحدة.
• هيكل الاستثمار (ملكية مباشرة – شراكات – قروض).
• خطة التعامل مع الجهات التنظيمية الأمريكية.
• دراسات الجدوى أو قائمة المشروعات المحتملة.
بين الطموح والتنفيذ
يرى محللون أن الطموح وحده لا يكفي لبناء جسور أو شبكات كهرباء أو مراكز بيانات، خصوصًا في سوق معقدة مثل الولايات المتحدة حيث ترتبط مشروعات البنية التحتية بإجراءات تنظيمية صارمة، ومتطلبات بيئية، ومعايير شفافية، وضوابط للعمل والتمويل طويل الأمد.
وبغياب هذه العناصر، يظل إعلان ساويرس في نظر كثيرين مجرد عنوان مثير دون خطة واضحة المعالم.