اتفاق دفاعي تاريخي بين السعودية وباكستان النووية وسط تصاعد التوترات الإقليمية
اتفاق دفاعي تاريخي بين السعودية وباكستان النووية وسط تصاعد التوترات الإقليمية
وقّعت المملكة العربية السعودية وباكستان، الدولة النووية، اتفاقًا دفاعيًا مشتركًا يعزز شراكة أمنية ممتدة لعقود، في خطوة اعتبرها مراقبون تحولًا استراتيجيًا مهمًا في ظل تصاعد التوترات الإقليمية.
شراكة أمنية متجددة
وأكد مسؤول سعودي رفيع أن الاتفاق “ثمرة سنوات من النقاشات”، مشيرًا إلى أنه لا يأتي كرد فعل على أحداث أو دول بعينها، بل يمثل إطارًا مؤسسيًا لتعاون طويل الأمد وعميق بين البلدين.
ويأتي هذا التطور بينما تتزايد شكوك دول الخليج بشأن موثوقية الولايات المتحدة كضامن أمني تقليدي، خاصة بعد الهجوم الإسرائيلي الأخير على قطر.
تداعيات إقليمية
أثار القصف الإسرائيلي على الدوحة، خلال مفاوضات لوقف إطلاق النار كانت قطر تتوسط فيها، غضبًا واسعًا في العالم العربي. ويرى محللون أن الاتفاق الجديد قد يُعيد رسم الحسابات الاستراتيجية في المنطقة، خصوصًا وأن دول الخليج سعت مؤخرًا إلى موازنة علاقاتها مع كل من إيران وإسرائيل لضمان استقرار أمني طويل الأمد.
لكن الحرب في غزة قلبت موازين المنطقة، حيث تعرضت قطر مرتين خلال عام واحد لهجمات مباشرة، الأولى من إيران والثانية من إسرائيل.
توازن مع الهند
المسؤول السعودي شدد أيضًا على أن بلاده حريصة على الموازنة في علاقاتها مع الهند، الخصم النووي لباكستان، مضيفًا:
“علاقتنا مع الهند أقوى من أي وقت مضى، وسنواصل تطويرها والمساهمة في إحلال السلام الإقليمي بكل السبل الممكنة”.
وعند سؤاله عمّا إذا كانت باكستان ستوفر مظلة نووية للمملكة بموجب الاتفاق، أوضح المسؤول أن الاتفاق “شامل دفاعيًا ويغطي جميع الوسائل العسكرية”.
مشاهد التوقيع
أظهرت وسائل الإعلام الباكستانية رئيس الوزراء شهباز شريف وولي العهد السعودي الأمير محمد بن سلمان، الحاكم الفعلي للمملكة، وهما يتعانقان عقب توقيع الاتفاق. وحضر مراسم التوقيع قائد الجيش الباكستاني، المشير عاصم منير، الذي يُنظر إليه باعتباره الرجل الأقوى في باكستان.
وفي بيان صادر عن مكتب رئيس الوزراء الباكستاني، جاء أن الاتفاق “يعكس الالتزام المشترك بين البلدين بتعزيز أمنهما وتحقيق السلام في المنطقة والعالم، ويهدف إلى تطوير التعاون الدفاعي وتعزيز الردع المشترك ضد أي اعتداء”. وأضاف البيان أن أي اعتداء على أي من البلدين سيُعتبر اعتداءً على كليهما.