مدبولي:القطاع الخاص يقود التنمية في مصر بـ60% من الاستثمارات

مدبولي: بناء الدول يحتاج إلى وقت وجهد مستمر.. والقطاع الخاص يقود التنمية في مصر بـ60% من الاستثمارات

أكد الدكتور مصطفى مدبولي، رئيس مجلس الوزراء، أن الحكومة تبذل جهودًا كبيرة لتحسين جودة حياة المواطن المصري رغم التحديات الراهنة، مشيرًا إلى أن بناء الدول عملية طويلة المدى تتطلب المزيد من العمل والوقت. وضرب مدبولي مثالًا بالصين، التي استغرقت أكثر من خمسين عامًا للوصول إلى مكانتها الاقتصادية الحالية، ومع ذلك ما زالت تصنف نفسها كدولة نامية.

جاء ذلك خلال لقاء رئيس الوزراء مع رؤساء تحرير الصحف والمواقع الإلكترونية المصرية بمقر الحكومة في العاصمة الإدارية الجديدة، بحضور رؤساء الهيئات الإعلامية والصحفية.

التحديات الاقتصادية والرؤية المستقبلية

أوضح مدبولي أن مصر تواجه العديد من التحديات نتيجة التغيرات العالمية والتداعيات الجيوسياسية، خاصة ما يتعلق بتأثيرات الحرب في غزة على الاقتصاد المصري، إلا أن مرحلة الإصلاح الاقتصادي منذ عام 2016 مكّنت الدولة من ضبط السياسة النقدية وتحقيق مؤشرات مالية إيجابية، مثل الفائض الأولي في الموازنة، وزيادة الصادرات، وتحسن ميزان المدفوعات.

وأضاف أن القطاع الخاص تجاوزت مساهمته 60% من إجمالي الاستثمارات خلال العام الأخير، مشددًا على أن الحكومة تعمل كمنسق وميسر لدوره، مع استمرار وجود الدولة في القطاعات الاستراتيجية التي تتجاوز إمكانيات القطاع الخاص، مثل توفير فرص العمل الكبرى ودفع الاستثمارات الضخمة، بما يضمن تحقيق التوازن بين القطاعين.

السردية الوطنية للتنمية الاقتصادية

وأشار رئيس الوزراء إلى أن الحكومة وضعت رؤية اقتصادية واضحة للسنوات الخمس المقبلة من خلال “السردية الوطنية للتنمية الاقتصادية”، التي تهدف إلى حوار مجتمعي موسع لصياغة خطة متكاملة للاقتصاد المصري تشمل قطاعات الصناعة، السياحة، الزراعة، الاتصالات وتكنولوجيا المعلومات، والخدمات، باعتبارها قطاعات إنتاجية مستدامة قادرة على دفع النمو بعيدًا عن الاعتماد على الأموال الساخنة أو القروض.

وأكد مدبولي أن الحوار المجتمعي سيقوده خبراء مستقلون من خارج الجهاز الحكومي لضمان حياد التوصيات، بحيث تنتهي الدولة قبل نهاية العام الجاري إلى رؤية اقتصادية متكاملة ومبنية على استراتيجية مصر 2030 وبرنامج الحكومة.

استثمارات البنية الأساسية

ولفت رئيس الوزراء إلى أن الطفرة في الاستثمارات وجذب رؤوس الأموال الأجنبية لم تكن لتتحقق دون المشروعات الضخمة في البنية الأساسية، مثل الطاقة، الطرق، الموانئ، والمياه، فضلًا عن استقرار القطاع المصرفي، ما وفر قاعدة قوية لانطلاق الصناعات والأنشطة الاستثمارية الخاصة.

نحو اقتصاد أكثر استدامة

وفي ختام حديثه، شدد مدبولي على أن ما تحقق حتى الآن هو ثمرة جهد وطني خالص، وليس نتيجة تدخل مؤسسات دولية كما يُثار أحيانًا، موضحًا أن مصر أصبحت على المسار السليم ولن تحتاج إلى برنامج جديد مع صندوق النقد الدولي بعد إنهاء الأزمة الاقتصادية الراهنة، مؤكدًا أن السنوات الخمس المقبلة ستشهد تسارعًا في نمو الاقتصاد المصري واستجابته للتغيرات العالمية.