الجنيه المصري مقوَّم بأقل من قيمته الحقيقية بنسبة 57%

الجنيه المصري مقوَّم بأقل من قيمته الحقيقية بنسبة 57% وفقًا لمؤشر “بيج ماك”

كشفت أحدث بيانات مؤشر بيج ماك الصادر عن مجلة The Economist عن أن الجنيه المصري يُعد من بين أكثر العملات المقوَّمة بأقل من قيمتها الحقيقية أمام الدولار الأمريكي، في تقييم نصف سنوي يُستخدم عالميًا كمؤشر غير رسمي لقياس انحراف أسعار الصرف عن قيمتها العادلة.

وبحسب المؤشر، فإن سعر شطيرة “بيج ماك” في مصر يبلغ نحو 125 جنيهًا، بينما يبلغ سعرها في الولايات المتحدة 6.01 دولارات، ما يعني أن السعر العادل للدولار بناءً على تعادل القوة الشرائية (PPP) يُفترض أن يكون 20.80 جنيهًا فقط، مقارنة بسعره الرسمي في السوق الذي يقترب من 48.70 جنيهًا، وهو ما يشير إلى أن الجنيه المصري مقوَّم بأقل من قيمته الحقيقية بنسبة 57.3%.

حتى عند تعديل المؤشر ليأخذ في الاعتبار الفروقات في الناتج المحلي الإجمالي للفرد (GDP per capita)، يبقى الجنيه مقوَّمًا بأقل من قيمته بنحو 29.1%، ما يعكس وجود اختلالات هيكلية أعمق في الاقتصاد تتجاوز مجرد فروق تكلفة المعيشة.

المؤشر يسلط الضوء على اتجاهات إقليمية أوسع

تشير نتائج المؤشر أيضًا إلى أن مصر ليست حالة استثنائية؛ إذ تتشارك عدة دول آسيوية في سمة انخفاض تقييم عملاتها، مثل الصين والهند وأوكرانيا وهونغ كونغ وماليزيا، والتي تظهر جميعها فجوات تتجاوز 40% في تقييم العملات مقارنة بالدولار. في المقابل، سجلت عملات مثل الفرنك السويسري والكرونة النرويجية والكرونة السويدية أعلى نسب التقييم المبالغ فيها، حيث تجاوزت في بعضها 60%.

دلالات اقتصادية لمصر

ورغم أن مؤشر بيج ماك لا يُعد أداة علمية دقيقة، إلا أنه يوفر مؤشرًا عمليًا لاتجاهات تقييم العملات على المدى الطويل. وتُشير نتائجه بشأن الجنيه المصري إلى ضغوط متواصلة على سعر الصرف، قد تنعكس على التضخم وتنافسية التجارة الخارجية وقوة الشراء لدى المواطنين.

وتأتي هذه النتائج بالتوازي مع تحول البنك المركزي المصري، بحسب تقرير رسمي صادر في مارس 2024، إلى نظام سعر صرف حر بالكامل، حيث تم توحيد سعر الصرف الرسمي والموازي، ورفعت لجنة السياسات النقدية أسعار الفائدة الأساسية بواقع 600 نقطة أساس لمحاولة كبح التضخم واستقرار العملة المحلية. كما أشار التقرير إلى استمرار التحديات الناجمة عن التوترات الإقليمية، ولا سيما الصراع في غزة واضطرابات البحر الأحمر، وتأثيراتها السلبية على التجارة العالمية وإيرادات قناة السويس.

📎 المصدر: The Economist Big Mac Index – July 2025