استراتيجية “السلحفاة” لبنك كريدي أجريكول تؤتي ثمارها في معركة الاستحواذات بإيطاليا

استراتيجية “السلحفاة” لبنك كريدي أجريكول تؤتي ثمارها في معركة الاستحواذات بإيطاليا
أثبتت الاستراتيجية الهادئة والمتأنية لبنك كريدي أجريكول الفرنسي (Credit Agricole) فعاليتها في خضم موجة الاندماجات والاستحواذات التي تشهدها الساحة المصرفية الإيطالية، في وقت تسعى فيه بعض الحكومات الأوروبية للعب دور أكبر في إعادة تشكيل القطاع المالي.
وفي الوقت الذي أثارت فيه محاولة بنك يوني كريديت (UniCredit) الاستحواذ المفاجئ على بانكو بي بي إم (Banco BPM) غضب الحكومة الإيطالية أواخر العام الماضي، مما عطل خطة رسمية للدمج بين BPM والبنك المدعوم من الدولة مونتي دي باشي دي سيينا، حافظ كريدي أجريكول على نهج تدريجي وتعاوني، جعله شريكًا موثوقًا للحكومات المتعاقبة في روما.
وباتت السوق الإيطالية تمثل أكبر قاعدة أرباح للبنك خارج فرنسا، إذ ساهمت بنسبة 15% من أرباحه المُعلنة في 2024، بفضل استراتيجية توسعية غير عدوانية استمرت نحو عقدين.
وتشير بيانات البنوك إلى أن فرع كريدي أجريكول في إيطاليا أضاف نحو 15 مليار يورو إلى محفظة القروض منذ نهاية 2020، بينما تقلصت قروض بنك إنتيسا سان باولو (الرائد في السوق الإيطالية) بأكثر من ضعف هذا الرقم، وتراجعت محفظة يوني كريديت بنحو 22 مليار يورو.
وبينما انسحب بنك يوني كريديت مؤخرًا من عرض الاستحواذ على بانكو بي بي إم، محمّلًا الحكومة مسؤولية إجهاض الصفقة بسبب شروطها القانونية المعقدة، يبدو أن كريدي أجريكول يرسّخ مكانته كمنافس رئيسي في السوق الإيطالية وربما يسعى إلى زيادة حصته في BPM لحماية مصالحه التجارية.
وفي هذا السياق، قال وزير الاقتصاد الإيطالي جيانكارلو جيورجيتي مؤكدًا حياد الحكومة في التعامل مع البنوك:
“دعونا نكون واضحين: الحكومة لا تنظر إلى جنسية المصرفي، بل إلى قدرته على جذب المدخرات وحمايتها وتوظيفها في الإقراض.”
هذا التوجه يعزز من قدرة كريدي أجريكول على لعب دور أكبر مستقبلًا في إعادة تشكيل النظام المصرفي الإيطالي – على طريقة “السلحفاة” التي تصل إلى هدفها بثبات