< خبير : توترات الشرق الأوسط تُهدد استقرار أسواق الطاقة العالمية
الميزان نيوز
رئيس التحرير
عصام كامل

خبير : توترات الشرق الأوسط تُهدد استقرار أسواق الطاقة العالمية

الميزان نيوز

حذّر الخبير الاقتصادي هاني أبو الفتوح من تصاعد المخاطر التي تُهدد استقرار أسواق الطاقة العالمية، في ظل التوترات الجيوسياسية المتزايدة في منطقة الشرق الأوسط، والتي أعادت إلى الواجهة سيناريوهات تهدد الإمدادات النفطية العالمية، خاصة مع تصاعد التهديدات الإيرانية بإغلاق مضيق هرمز، الذي يمر من خلاله نحو 20% من صادرات النفط عالميًا.

 

 

تطورات الأزمة

 

وقال أبو الفتوح إن تطورات الأزمة، وعلى رأسها التصعيد بين إيران من جهة، والولايات المتحدة وإسرائيل من جهة أخرى، تنذر بمرحلة حرجة قد تؤدي إلى ارتفاع غير مسبوق في أسعار الوقود عالميًا، لا سيما بعد تنفيذ ضربات أمريكية على منشآت إيرانية داخل سوريا والعراق.

 

إغلاق مضيق هرمز، 

 

وفي تطور لافت، صوت البرلمان الإيراني مبدئيًا لصالح إغلاق مضيق هرمز، في انتظار الموافقة النهائية من المجلس الأعلى للأمن القومي الإيراني، وهو ما أثار موجة جديدة من القلق في الأوساط الاقتصادية والسياسية الدولية.

كما أشار إلى تصريحات صادرة عن قيادات في الحرس الثوري الإيراني، أبرزها اللواء إسماعيل كوثري، الذي أكد أن “جميع الخيارات مطروحة”، مما يعزز المخاوف من دخول الأزمة مرحلة أكثر تعقيدًا وتصعيدًا.

أسعار النفط تتأهب للصعود

على الجانب الاقتصادي، أوضح أبو الفتوح أن احتمال إغلاق المضيق – حال تنفيذه – سيمثل ضربة قوية للأسواق العالمية، وقد بدأت الأسعار بالتحرك فعليًا، حيث تجاوز سعر برميل النفط حاجز 80 دولارًا، مع توقعات بتجاوزه 90 دولارًا إذا استمر التصعيد العسكري.

وأشار إلى أن دولًا آسيوية كبرى، مثل الصين والهند، ستكون الأكثر تضررًا، لاعتمادها الكبير على المضيق في تأمين نحو 70% من وارداتها النفطية. كما أن تداعيات الأزمة قد تمتد إلى قناة السويس، مما قد يُهدد حركة الملاحة العالمية، ويُؤثر بشكل مباشر على اقتصادات المنطقة، بما في ذلك مصر.

بدائل غير كافية ومخاوف من اتساع الصراع

رغم وجود خطوط أنابيب بديلة قادمة من السعودية والإمارات، فإنها تظل غير كافية لاستيعاب كامل الكميات التي تمر يوميًا عبر المضيق، والمقدرة بنحو 20 مليون برميل، مما يجعل الأسواق عرضة للتقلبات والضغوط المتزايدة.

وحذر أبو الفتوح من أن المخاوف لا تقتصر فقط على الجوانب الاقتصادية، بل تشمل أيضًا إمكانية توسع الصراع في حال حدوث تدخل عسكري مباشر من الولايات المتحدة أو إسرائيل، وهو ما قد يُدخل المنطقة في سيناريو غير مسبوق من الاضطراب.

ختام تحليلي

وفي ختام تحليله، أشار الخبير الاقتصادي إلى أن الأسابيع المقبلة ستكون حاسمة في تحديد مستقبل الأزمة، وما إذا كانت هذه التوترات ستظل محصورة في نطاق التصعيد المؤقت، أم أنها بداية لتحولات استراتيجية قد تعيد رسم خريطة الطاقة العالمية لعقود قادمة.