إيران ترفض التفاوض حول برنامجها النووي تحت القصف الإسرائيلي

أعلنت إيران يوم الجمعة أنها لن تدخل في أي مفاوضات بشأن مستقبل برنامجها النووي طالما تتعرض لهجمات من إسرائيل، في وقتٍ تحاول فيه أوروبا إعادة طهران إلى طاولة المحادثات، بينما تدرس الولايات المتحدة إمكانية الانخراط في الصراع.
تصعيد متبادل وضحايا من الجانبين
ووفقاً لتقرير نشرته رويترز اليوم بدأت إسرائيل هجماتها الجوية على إيران الجمعة الماضية، مؤكدة أن الهدف هو منع عدوها الإقليمي من تطوير أسلحة نووية. وردّت طهران بهجمات صاروخية وضربات بالطائرات المسيّرة، مشيرة إلى أن برنامجها النووي سلمي تمامًا.
وأفادت “وكالة نشطاء حقوق الإنسان” الإيرانية بمقتل 639 شخصًا نتيجة القصف الإسرائيلي، من بينهم قيادات عسكرية بارزة وعلماء نوويون. بينما ذكرت إسرائيل أن أكثر من 24 مدنيًا لقوا مصرعهم جراء الضربات الإيرانية، فيما لم تتمكن “رويترز” من التحقق من الأرقام بشكل مستقل.
واتهمت تل أبيب طهران باستخدام قنابل عنقودية تستهدف المدنيين عمدًا، بينما أشارت تقارير إيرانية إلى أن إسرائيل قصفت مستشفيات داخل إيران، وتحدثت فرق الطوارئ الإيرانية عن تضرر خمسة مستشفيات.
لا مفاوضات قبل وقف العدوان
قال وزير الخارجية الإيراني عباس عراقجي إن طهران لا ترى مجالًا لأي حوار مع الولايات المتحدة، والتي وصفها بـ”الشريك في الجريمة”، ما لم تتوقف “الاعتداءات الإسرائيلية”، مؤكدًا أن إسرائيل تستهدف إسقاط النظام، رغم أن رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو صرّح أن “رحيل النظام الإيراني قد يكون نتيجة، لكن القرار في يد الشعب الإيراني”.
محاولات دبلوماسية أوروبية
في محاولة لاحتواء التصعيد، يجتمع اليوم في جنيف وزراء خارجية بريطانيا وفرنسا وألمانيا، إلى جانب مفوض السياسة الخارجية للاتحاد الأوروبي، مع عراقجي. وقال وزير الخارجية البريطاني ديفيد لامي:
“الآن هو الوقت المناسب لوقف المشاهد المروعة في الشرق الأوسط ومنع تصعيد إقليمي لن يفيد أحدًا.”
وفي واشنطن، أجرى وزير الخارجية الأمريكي ماركو روبيو محادثات هاتفية مع نظرائه في فرنسا وإيطاليا وأستراليا، وأكدوا جميعًا أن “إيران يجب ألا تمتلك سلاحًا نوويًا أبدًا”.
ضربات متبادلة وأهداف مدنية
مع الفجر، أطلقت إيران صواريخ جديدة سقط أحدها في مدينة بئر السبع جنوب إسرائيل، مخلّفًا حفرة كبيرة وأضرارًا بالمباني السكنية. وكانت طهران قد استهدفت بالأمس مستشفى في المدينة، زاعمة وجود مقر عسكري إسرائيلي بالقرب منه، وهو ما نفته تل أبيب.
وردّت إسرائيل بهجمات على أهداف في قلب طهران، من بينها مواقع لإنتاج الصواريخ ومنشآت بحثية مرتبطة بتطوير الأسلحة النووية. كما حذر وزير الخارجية الإسرائيلي من توجيه ضربات لحزب الله اللبناني، الذي لمح إلى إمكانية دعم إيران عسكريًا.
موقف واشنطن لا يزال غامضًا
قال البيت الأبيض إن الرئيس دونالد ترامب سيشارك في اجتماع للأمن القومي صباح الجمعة لاتخاذ قرار بشأن تدخل أمريكي محتمل. وتشير مصادر إلى أن مبعوثه الخاص، ستيف ويتكوف، تحدث مع عراقجي عدة مرات خلال الأسبوع الجاري.
ويُفكر ترامب في توجيه ضربة لإيران باستخدام قنابل خارقة للتحصينات لتدمير مواقع نووية تحت الأرض.
المعارضة الإيرانية بين القمع والخوف
ورغم تصاعد التهديدات الخارجية، ترى جماعات المعارضة الإيرانية أن الفرصة ربما تكون سانحة لإحداث تغيير داخلي. لكن نشطاء سابقين يرون أن الأوضاع الحالية لا تسمح باحتجاجات واسعة.
وقالت الناشطة الشهيرة أتنا دائمي، التي قضت 6 سنوات في السجن:
“في ظل هذه الظروف المرعبة، الناس مشغولون فقط بإنقاذ أنفسهم وأحبائهم وحتى حيواناتهم الأليفة.”