نقيب الصحفيين :دماء الزملاء في فلسطين تذكّرنا بأن الحقيقة تستحق الثمن
أكد نقيب الصحفيين خلال كلمته في الجلسة الافتتاحية لمؤتمر القاهرة السابع للإعلام بالجامعة الأمريكية، أن الصحافة تواجه اليوم مفترق طرق تاريخيًا بين أن تكون ضحية للتحولات التكنولوجية، أو أن تكون قائدة لها، مشددًا على أن الذكاء الاصطناعي رغم مخاطره يحمل فرصًا غير مسبوقة لتطوير المهنة إذا أحسن الصحفيون ترويضه ووضع ضوابطه الأخلاقية.
ألم المذبحة الأبشع
وقال نقيب الصحفيين إن المؤتمر يأتي هذا العام بعد عامين من «ألم المذبحة الأبشع» التي ارتكبها الاحتلال ضد الشعب الفلسطيني، وراح ضحيتها أكثر من 250 صحفيًا وصحفية ودُمّرت خلالها 150 مؤسسة إعلامية، في محاولة لإسكات الصوت وطمس الحقيقة.
وأضاف: “هذه ليست أرقامًا نرددها، بل أرواح زملاء حملوا الكاميرا والقلم ليخبروا العالم بالحقيقة، فتعقبتهم آلة القتل والتدمير.”
وأشار نقيب الصحفيين إلى أن اتفاق وقف إطلاق النار في شرم الشيخ وصور «طوفان العودة» منحا الأمل باستعادة إرادة الحياة، مؤكدًا أن الصحفيين الفلسطينيين ضربوا أروع المثل في المهنية والتضحية.
وأوضح نقيب الصحفيين أن التحدي اليوم لم يعد في النجاة من القصف أو الرصاص، بل في مواجهة «خوارزميات القمع» وأدوات الذكاء الاصطناعي التي تُستخدم لتزييف الحقيقة ونشر الروايات المفبركة، لافتًا إلى أن الذكاء الاصطناعي تحول في بعض الأحيان من أداة للتطور إلى سلاح في حرب التضليل.
ودعا نقيب الصحفيين إلى وضع ميثاق شرف لاستخدام الذكاء الاصطناعي في العمل الصحفي، يتضمن معايير أخلاقية ومهنية تحكم استخدام التقنيات الحديثة في غرف الأخبار، إلى جانب تدريب الصحفيين على كشف المحتوى المزيف والاستفادة من الذكاء الاصطناعي في تطوير الصحافة الاستقصائية وتحليل البيانات.
كما أكد نقيب الصحفيين على أهمية حرية الصحافة في العصر الرقمي ومواجهة الرقابة الخفية التي تمارسها خوارزميات المنصات الكبرى، مشددًا على ضرورة التعاون بين النقابات والجامعات وشركات التكنولوجيا لوضع معايير عالمية تحمي الحقيقة وتمنع تحول الفضاء الرقمي إلى أداة للقمع.
وفي ختام كلمته، شدد نقيب الصحفيين على أن العدالة والمساءلة شرطان لا بد منهما لاستمرار المهنة، مؤكدًا أن الإفلات من العقاب لا يمكن أن يستمر، وأن الإفراج عن الصحفيين المحتجزين يظل مطلبًا أساسيًا للنقابة.
وقال في كلمته الختامية:
“الدماء التي سالت في فلسطين لن تذهب هدرًا إذا حولناها إلى دافع للتغيير. التحدي الذي نواجهه اليوم ليس تقنيًا فقط، بل هو تحدٍ قيمي وأخلاقي، لنبني صحافة تحمي الإنسان وتغذي الآلة بقيم الإنسانية.”