هل تراجُع أسعار الذهب فرصة للشراء أم فخ استثماري؟
شهدت أسواق الذهب خلال الأيام الأخيرة موجة من التراجع الملحوظ في الأسعار، ما أثار تساؤلات واسعة بين المستثمرين والمواطنين حول ما إذا كان هذا الهبوط يشكل فرصة ذهبية للشراء أم أنه فخ استثماري مؤقت قد يعقبه مزيد من التراجع.
انخفاض الطلب العالمي
وبحسب خبراء السوق، فإن الهبوط الحالي في الأسعار يأتي نتيجة انخفاض الطلب العالمي المؤقت على الملاذات الآمنة بعد استقرار نسبي في الأسواق المالية، إلى جانب صعود الدولار الأمريكي وتوقعات استمرار تشديد السياسات النقدية في بعض الاقتصادات الكبرى، مما ضغط على أسعار المعدن النفيس.
ويرى محللون أن الذهب ما زال يحتفظ بجاذبيته الاستثمارية على المدى المتوسط والطويل، خصوصًا مع استمرار حالة عدم اليقين الجيوسياسي وارتفاع مستويات الدين العالمي، وهي عوامل تدعم عادة الطلب على الأصول الآمنة.
في المقابل، يحذر خبراء آخرون من الاندفاع نحو الشراء في التراجعات قصيرة الأجل دون دراسة دقيقة، مشيرين إلى أن الأسواق العالمية قد تشهد مزيدًا من التقلبات في ظل ترقب قرارات البنوك المركزية بشأن أسعار الفائدة، وهو ما قد يضغط مجددًا على المعدن الأصفر.
ويُجمع المحللون على أن توقيت الدخول إلى سوق الذهب يجب أن يعتمد على أهداف المستثمر ونوع استثماره؛ فالمستثمر قصير الأجل قد يواجه مخاطر التذبذب الحاد في الأسعار، بينما يعد التراجع الحالي فرصة مناسبة للمستثمرين الباحثين عن التحوط وحفظ القيمة على المدى الطويل.
وفي ضوء هذه المعطيات، يبقى السؤال مفتوحًا:
هل يكون التراجع الحالي استراحة مؤقتة قبل صعود جديد أم إشارة لتحول في الاتجاه العام للسوق؟
الإجابة، كما يؤكد الخبراء، رهن بالتطورات الاقتصادية العالمية المقبلة، ومدى توازن قوى العرض والطلب في سوق الذهب خلال الأشهر القادمة
