تجدد حريق سنترال رمسيس ..ما الأسباب العلمية وراء اشتعال النيران مرة أخرى؟

تجدد حريق سنترال رمسيس.. ما الأسباب العلمية وراء اشتعال النيران مرة أخرى؟
رغم نجاح قوات الحماية المدنية في السيطرة على الحريق الأول الذي اندلع في سنترال رمسيس قبل يومين، عاودت النيران الاشتعال مجددًا مساء الخميس في أحد الطوابق الخلفية بالمبنى، ما أثار تساؤلات حول الأسباب العلمية والفنية التي قد تؤدي إلى تجدد الحريق بعد إخماده.
لماذا تشتعل النيران مرة أخرى؟
وفقًا لخبراء الحماية المدنية والهندسة الكهربية، هناك عدة عوامل علمية قد تفسر ظاهرة إعادة الاشتعال أو الاشتعال الثانوي، من أبرزها:
1. الاشتعال الكامن (Hidden Ignition Sources):
بعض المواد، خاصة الكابلات والبلاستيك والعوازل الكهربائية، قد تحتفظ بدرجات حرارة مرتفعة داخليًا بعد إطفاء الحريق ظاهريًا. هذه البؤر الساخنة، إذا لم تُكتشف أو تُبرّد جيدًا، قد تؤدي إلى اشتعال ثانٍ بعد مرور ساعات أو حتى أيام.
2. التيارات الكهربائية غير المعزولة:
في منشآت الاتصالات مثل السنترالات، قد تسبب دوائر كهربائية غير مفصولة أو أسلاك تالفة توصيل تيارات كهربائية لبقايا المواد المحترقة، مما يعيد إشعالها.
3. الغازات القابلة للاشتعال:
أثناء الحريق الأول، قد تتحلل بعض المواد الكيميائية أو البلاستيكية وتطلق غازات قابلة للاشتعال (مثل الفورمالديهايد أو أول أكسيد الكربون)، وإذا لم تتم تهوية المكان بشكل كافٍ، فإن شرارة بسيطة قد تكون كافية لإشعالها مجددًا.
4. نقص التبريد الكامل:
إخماد الحريق لا يعني دائمًا تبريده بالكامل. إذا لم يتم التأكد من تبريد كل الأسطح والبؤر المتضررة، خاصة في الطوابق المرتفعة أو المساحات المغلقة، تبقى هناك فرصة لإعادة الاشتعال بسبب الحرارة المتبقية.
ما الإجراءات التي تُتبع عادة لتفادي إعادة الاشتعال؟
• استخدام كاميرات حرارية للكشف عن البؤر الساخنة غير المرئية.
• الفصل التام للتيار الكهربائي عن المبنى.
• التبريد العميق باستخدام المياه والمواد الرغوية في كل المناطق المتأثرة.
• التهوية الجيدة للتخلص من الأبخرة والغازات المتبقية.
• مراقبة الموقع لفترة طويلة بعد السيطرة على الحريق.
موقف سنترال رمسيس
بحسب ما أعلنته الجهات الرسمية، فقد تم السيطرة على الحريق الجديد دون وقوع إصابات، ويجري استكمال التحقيقات لمعرفة الأسباب الدقيقة، وسط استمرار تمركز قوات الحماية المدنية في محيط السنترال لضمان التدخل الفوري عند الحاجة.
ويُعد هذا النوع من الحرائق المتكررة تنبيهًا واضحًا لأهمية تحديث أنظمة السلامة الكهربائية والحرارية داخل المنشآت الحيوية، خصوصًا تلك التي تحتوي على بنية تحتية حساسة كشبكات الاتصالات