عاجل
الأحد 22 يونيو 2025
رئيس التحرير
مواهب عبدالرحمن

دراسة : تزايد الغثيان في السيارات الكهربائية..العلماء يفسرون الأسباب ويبحثون عن حلول

السيارات  الكهربائية
السيارات الكهربائية

 تزايد الغثيان في السيارات الكهربائية.. العلماء يفسرون الأسباب ويبحثون عن حلول

 

في ظل الارتفاع الكبير في مبيعات السيارات الكهربائية عالميًا – إذ بلغت نسبتها 22% من إجمالي السيارات المبيعة في 2024، مقارنة بـ18% في 2023 – لاحظ كثير من الركاب شعورًا متزايدًا بالغثيان عند ركوبهم سيارات كهربائية، مقارنة بالسيارات التقليدية العاملة بالبنزين أو الديزل. وقد انتشرت على مواقع التواصل الاجتماعي العديد من الشكاوى من شعور الركاب بالغثيان، خاصة في المقاعد الخلفية أو الجانبية، إلى جانب تساؤلات من مشترين محتملين حول هذه الظاهرة.

 

وأشار تقرير الجارديان  بالرغم  أن التجربة قد تبدو فردية، فإن دراسات علمية عدة بدأت تكشف الأسباب العلمية وراء هذه الأعراض، والتي باتت تُعرف باسم “دوار الحركة في السيارات الكهربائية”.

 

يقول ويليام إيموند، طالب دكتوراه بجامعة التكنولوجيا في بلفور مونبيليار الفرنسية والمتخصص في دراسة الغثيان المرتبط بالقيادة:

 

“الشعور المتزايد بالغثيان في السيارات الكهربائية يمكن إرجاعه إلى غياب الخبرة السابقة في قيادتها أو الركوب فيها، وهو ما يُضعف من قدرة الدماغ على التنبؤ بالقوى الحركية نتيجة اعتماده على خبرات سابقة من أنواع سيارات مختلفة”.

 

وفي حين تتزايد شعبية السيارات الكهربائية، فإن السيارات التقليدية ما زالت تهيمن على الطرق. ويشير العلماء إلى أن الدماغ البشري تعوّد على المؤشرات الصوتية والاهتزازات في السيارات التقليدية – مثل صوت المحرك واهتزازه – التي تنبّه الراكب إلى تغيير قادم في السرعة. أما في السيارات الكهربائية، التي تعمل بصمت تقريبًا، فتختفي هذه المؤشرات، مما يصعب على الدماغ توقع الحركة، فيحدث الاضطراب.

 

مزايا كهربائية تسبب الغثيان

بحسب دراسة نُشرت في 2024، فإن خصائص مثل اهتزاز المقاعد وتقنية الكبح المتجددة – والتي تقوم بتحويل طاقة التباطؤ إلى طاقة كهربائية – تسهم في زيادة الشعور بالغثيان. فالكبح في هذه السيارات يتم تدريجيًا وبتردد منخفض، وليس بشكل مفاجئ أو متقطع، وهو ما يربطه الباحثون مباشرة بزيادة معدلات دوار الحركة.

 

وأوضح إيموند:

“عندما تختلف التوقعات الحركية للدماغ عن الواقع، يحدث ما يسمى بالـ ‘تناقض العصبي’. وإذا استمر هذا التناقض، تبدأ استجابات الجسم التلقائية بالظهور على شكل غثيان ودوار”.

 

هذا التناقض في الإشارات الحسية – بين العينين، والأذن الداخلية المسؤولة عن التوازن، والإشارات الجسدية – هو العامل الرئيسي في حدوث دوار الحركة.

 

ومن اللافت أن من يقود السيارة نادرًا ما يشعر بالغثيان، لأنه يكون على دراية مسبقة بالحركة التالية، بعكس الراكب الذي لا يمتلك هذه المعلومات.

 

 حلول قيد البحث

مع تزايد الاعتماد على السيارات الكهربائية، يعمل عدد من الباحثين على حلول للحد من الغثيان في هذه المركبات، خاصة الذاتية القيادة منها، مثل استخدام إشارات بصرية (كشاشات تفاعلية وإضاءة محيطية)، أو مؤثرات اهتزازية لتحفيز الدماغ على التنبؤ بالحركة القادمة.

 

وفي الختام، يشير العلماء إلى أن “اعتياد الدماغ على بيئة حركة جديدة” قد يستغرق وقتًا، تمامًا كما يحدث مع رواد الفضاء في بيئات انعدام الجاذبية، حيث يصاب معظمهم بالغثيان في البداية، قبل أن تتكيف أدمغتهم مع البيئة الجديدة.