تقرير: طرح “شي إن” في بورصة هونج كونج لتفادي التدقيق السياسي ومخاوف سلاسل الإمداد

قال محللون إن خطة شركة الأزياء السريعة “شي إن” (Shein) للإدراج في بورصة هونج كونج من شأنها أن تساعد الشركة على تفادي التدقيق الحاد من المستثمرين بشأن سلاسل التوريد الخاصة بها، وفي الوقت نفسه تتيح لها الاستفادة من رؤوس الأموال الصينية ومستثمري الأسواق الناشئة.
الجهات التنظيمية الصينية
وأفادت “رويترز” في وقت سابق أن “شي إن”، التي يقع مقرها الرئيسي حاليًا في سنغافورة، قررت التوجه إلى هونغ كونغ بعد أن فشلت في الحصول على موافقة الجهات التنظيمية الصينية لطرح عام أولي في بورصة لندن.
اضطرابات الشرق الأوسط تضغط على الأسواق
تأتي هذه الخطوة في وقت شهدت فيه الأسواق العالمية تراجعات واسعة يوم الجمعة، على خلفية تصاعد التوترات في الشرق الأوسط، حيث هبط مؤشر داو جونز بنسبة 1.8%، ومؤشر S&P 500 بأكثر من 1%، بينما تراجع ناسداك بنسبة 1.3%.
تخوفات من صورة الشركة عالمياً
ورغم أن الطرح – إن تم بنجاح – سيمثل دفعة قوية لهونغ كونغ، إلا أنه قد يُضعف من جهود “شي إن” في السنوات الأخيرة لبناء صورة شركة عالمية بدلًا من كونها صينية الأصل.
وتواجه “شي إن”، المعروفة ببيع منتجات منخفضة السعر مثل “شورتات بدراجات” بـ5 دولارات و”فساتين صيفية” بـ18 دولارًا، ضغوطًا سياسية وبيئية في بريطانيا بسبب ممارساتها في سلسلة التوريد، خصوصًا فيما يتعلق بمصدر القطن.
كما وُجهت اتهامات بأن بعض منتجاتها تحتوي على قطن مصدره إقليم شينجيانغ الصيني، الذي تُتهم فيه الحكومة الصينية من قبل الولايات المتحدة ومنظمات حقوقية دولية بارتكاب انتهاكات حقوق الإنسان والعمل القسري، وهي اتهامات تنفيها بكين.
وأشارت الشركة إلى أنها تتبنى سياسة صارمة ضد العمل القسري، وتُلزم المصنعين المتعاقدين معها باستخدام قطن من مناطق معتمدة فقط.
طرح استراتيجي للهروب من الضغوط
وقال إليوت فيسك، مستشار أسواق المال في هونغ كونغ والمصرفي السابق في “جي بي مورغان”:
“إذا لم يكن أمامهم سوى هذا الخيار، فإن بورصة هونغ كونغ تبدو منطقية لطرح شركة عالمية لها سلاسل توريد داخل الصين”.
وفي وقت سابق، حاولت “شي إن” الإدراج في بورصة نيويورك، لكنها واجهت عوائق تنظيمية ومعارضة سياسية من المشرعين الأمريكيين، ثم حاولت في لندن دون نجاح.
ووفقًا لـكريج كوبن، الرئيس المشارك السابق لأسواق المال في “بنك أوف أمريكا” في هونغ كونغ:
“الإدراج في هونغ كونغ سيجنب على الأرجح الاحتجاجات والمعارضة السياسية التي قد تواجهها الشركة في المملكة المتحدة”.