خبير اقتصادي لـ«الميزان نيوز»: التوتر بين إسرائيل وإيران يفرض نفسه على الاقتصاد المصري

خبير اقتصادي لـ«الميزان نيوز»: التوتر بين إسرائيل وإيران يفرض نفسه على الاقتصاد المصري رغم البُعد الجغرافي
أكد الخبير الاقتصادي هاني أبو الفتوح أن تداعيات الضربات العسكرية المتبادلة بين إسرائيل وإيران خلال اليومين الماضيين بدأت تُلقي بظلالها على المشهد الاقتصادي المصري، رغم بُعد مصر الجغرافي عن ساحة الاشتباك المباشر.
وأوضح أبو الفتوح، في تصريحات خاصة لـ«الميزان نيوز»، أن أكثر ما يثير القلق هو إمكانية حدوث موجات ارتداد سريعة في الأسواق الناشئة، ومنها السوق المصرية التي لا تزال تُعاني من هشاشة في بعض المؤشرات الاقتصادية الأساسية.
وأشار إلى أن التأثيرات الأولية قد تظهر في سوق الصرف، موضحًا أن الجنيه المصري لم يشهد تراجعًا كبيرًا حتى الآن، إلا أن استمرار التوتر قد يدفع بعض المستثمرين الأجانب إلى التحوط، ما يرفع الطلب على الدولار محليًا، خاصة مع احتمالات ارتفاع فاتورة الاستيراد نتيجة ارتفاع أسعار النفط، وهو ما قد يُشكل ضغطًا على ميزان المدفوعات في الأجل القصير.
كما أبدى الخبير مخاوفه من تأثر قطاع السياحة، قائلاً: “رغم أن مصر بعيدة عن مسرح العمليات، إلا أن السائح الأجنبي غالبًا ما ينظر للمنطقة كوحدة جغرافية واحدة، ما قد يؤثر على وتيرة الحجوزات خلال موسم الصيف حال استمرار التصعيد.”
وفيما يتعلق بتأثير التوترات على قناة السويس، لفت أبو الفتوح إلى أنه لا توجد مؤشرات حالية على تراجع حركة السفن، غير أن أي اضطراب في أمن الملاحة أو ارتفاع في تكلفة التأمين قد يدفع بعض الخطوط الملاحية إلى إعادة النظر مؤقتًا في مساراتها، مؤكدًا أن “التأثير هنا مرهون بمدة التصعيد وحدّته.”
وفيما يخص واردات الطاقة، أوضح أن أي ارتفاع إضافي في أسعار النفط سيزيد من أعباء الموازنة العامة، وقد يستدعي إعادة تقييم بعض بنود الدعم أو تسعير المنتجات البترولية، مما ستكون له تبعات اقتصادية واجتماعية.
واختتم أبو الفتوح تصريحاته بالتأكيد على أهمية تحرك الحكومة المصرية سريعًا، قائلًا: “هذه التطورات، رغم أنها تبدو آنية، إلا أنها قد تتحول إلى عوامل ضغط ممتدة إذا طال أمد التصعيد أو دخلت أطراف جديدة على خط المواجهة. ومن هنا، تأتي أهمية اتخاذ خطوات استباقية لتخفيف المخاطر واستثمار الفرص الممكنة.