تويوتا تطلق نظام تشغيل جديد لسياراتها

أعلنت شركة تويوتا، أكبر شركة لصناعة السيارات في العالم، عن خطتها لإطلاق نظام تشغيل داخلي جديد يُعرف باسم “أريني” (Arene) بحلول مارس المقبل، ليُطبق على أحد أكثر طرازاتها مبيعًا وهو سيارة الدفع الرياضي RAV4 الجديدة. يهدف النظام إلى تحديث سيارات تويوتا عن بُعد عبر الإنترنت، ومساعدة السائقين في مهام مثل البقاء في المسار والركن، بالإضافة إلى تقديم ميزات الترفيه والوسائط المتعددة.
القيادة الذاتية
يأتي هذا النظام كجزء من جهود تويوتا لتعزيز تقنياتها في مجال القيادة الذاتية وجمع بيانات القيادة، بهدف اللحاق بالمنافسين الذين يعتمدون على الخدمات الرقمية المدفوعة والمجانية لإضافة قيمة لمنتجاتهم. ويُعد “أريني” ثمرة سبع سنوات من التطوير داخل شركة تابعة لتويوتا تُدعى “ووفن باي تويوتا” (Woven by Toyota)، أسستها الشركة لتعزيز تنافسيتها في تطوير البرمجيات والابتعاد عن ثقافة صناعة السيارات التقليدية التي تتسم بالبطء.
قال جون أبسماير، المدير التقني لشركة ووفن: “العالم بأسره، بما في ذلك ووفن، يراقب ما يحدث في الصين. علينا إيجاد طريقة للحفاظ على ميزتنا التنافسية في السوق، ونظام أريني سيساعدنا بالتأكيد في ذلك.”
على الرغم من تميز شركات السيارات اليابانية في صناعة سيارات متينة، إلا أنها تخلفت عن منافسيها في مجال البرمجيات. ففي تصنيف جارتنر لمصنعي السيارات الرقمية العام الماضي، احتلت تويوتا مركزًا متأخرًا مقارنة بشركات مثل تسلا، ونيو، وإكس بنغ الصينية. كما عانت شركات أخرى مثل فولفو ومرسيدس-بنز من مشكلات برمجية عند إطلاق منتجات جديدة، فيما تعاونت فولكسفاغن مع شركة ريفيان الأمريكية الناشئة لتحسين برمجياتها بعد تعثرات داخلية.
يُعد إطلاق نظام أريني على طراز RAV4، الذي يمثل 10% من مبيعات تويوتا العالمية، دليلًا على ثقة الشركة في تقنيتها، رغم أن أي خلل قد يؤدي إلى عمليات استدعاء واسعة النطاق.
قال جان-فرانسوا كامبو، رئيس قسم أريني في ووفن: “العمل على دمج البرمجيات مع المكونات الصلبة يمثل تحديًا ثقافيًا كبيرًا، فهما عالمان مختلفان.”
يركز نظام أريني على دعم ميزتي القيادة المساعدة والترفيه داخل السيارة، في حين تؤجل تويوتا إطلاق نظام تشغيل متكامل يغطي مجالات أخرى مثل أنظمة قفل الأبواب وأنظمة القوة المحركة.
على الرغم من التزام تويوتا بمواعيد تطوير النظام، يرى محللون أن الميزات التي سيتضمنها عند الإطلاق أقل طموحًا مما كان متوقعًا، مقارنةً بتحديثات منافسين مثل تسلا التي تضمنت ميزات مثل شحن الهاتف بعد إغلاق السيارة وتعديل المصابيح الأمامية تلقائيًا لتناسب ظروف القيادة.
يأتي ذلك في وقت تسعى فيه تويوتا إلى التحول من مجرد شركة لصناعة السيارات إلى شركة تقدم حلول تنقل متكاملة تحقق إيرادات تتجاوز مبيعات المركبات فقط، رغم التحديات الإدارية التي شهدتها الشركة مؤخرًا.