الذهب يسجل أكبر خسارة أسبوعية منذ نوفمبر

الذهب يسجل أكبر خسارة أسبوعية منذ نوفمبر.. وضغوط مزدوجة من تهدئة التوترات وارتفاع الدولار

سجلت أسعار الذهب العالمية تراجعًا حادًا خلال تداولات الأسبوع الماضي، لتتكبد أكبر خسارة أسبوعية منذ نوفمبر 2023، متأثرة بتهدئة التوترات التجارية العالمية وارتفاع الدولار الأمريكي، إلى جانب موجة تصحيح للأسعار بدأت بعد وصول المعدن النفيس إلى أعلى مستوى تاريخي في أبريل الماضي.

الذهب العالمي يتراجع 3.6% ويغلق عند 3204 دولار للأونصة

انخفض سعر أونصة الذهب بنسبة 3.6% خلال الأسبوع الماضي، ليسجل أدنى مستوى له منذ أكثر من شهر عند 3120 دولار، بعد أن افتتح تداولاته عند 3325 دولار للأونصة، وأغلق الأسبوع عند 3204 دولار، وفق بيانات شركة جولد بيليون.

وبذلك يكون الذهب قد تراجع بنسبة 10% من أعلى مستوى تاريخي سجله عند 3500 دولار للأونصة، إلا أنه لا يزال مرتفعًا بنسبة 22% منذ بداية العام، بعد أن حقق مكاسب سنوية بنسبة 27% في عام 2024.

اتفاق تجاري بين أمريكا والصين يضغط على الذهب

شهدت الأسواق حالة من التفاؤل عقب توصل الولايات المتحدة والصين إلى هدنة بشأن الرسوم الجمركية المتبادلة التي كانت قد أُعلنت في أبريل، ما أدى إلى تراجع الطلب على الذهب كملاذ آمن، وزيادة الإقبال على الأصول ذات المخاطر.

ارتفاع الدولار والسندات يعمّق خسائر الذهب

ارتفع مؤشر الدولار الأمريكي للأسبوع الرابع على التوالي ليصل إلى أعلى مستوياته في شهر، بالتزامن مع صعود عوائد السندات الحكومية الأمريكية، مما شكل ضغطًا إضافيًا على الذهب في ظل العلاقة العكسية بين الطرفين.

تهدئة التوترات الجيوسياسية

صرح الرئيس الأمريكي دونالد ترامب أن بلاده باتت قريبة من إبرام اتفاق نووي مع إيران، ما ساهم في تهدئة التوترات الجيوسياسية العالمية، ودفع المستثمرين بعيدًا عن الذهب لصالح الأصول الأعلى مخاطرة.

عوامل داعمة للذهب لا تزال قائمة

رغم الضغوط الأخيرة، فإن الطلب القوي من البنوك المركزية، خاصة في الصين، لا يزال عامل دعم رئيسي للذهب. فقد أظهرت بيانات مجلس الذهب العالمي أن التدفقات إلى صناديق الذهب المتداولة في البورصة سجلت أعلى مستوى لها منذ مارس 2022، بقيادة الصناديق الصينية.

كما أظهرت بيانات البنك المركزي الصيني أن البنك واصل إضافة الذهب إلى احتياطاته للشهر السادس على التوالي في أبريل.

عودة تدريجية للمضاربة على الذهب

كشف تقرير التزامات المتداولين الصادر عن لجنة تداول السلع الآجلة (CFTC) للأسبوع المنتهي في 13 مايو، عن ارتفاع طفيف في عقود الشراء الآجلة للذهب بمقدار 746 عقدًا، إلى جانب ارتفاع عقود البيع بـ2034 عقدًا، ما يشير إلى بداية عودة النشاط الاستثماري في سوق الذهب.

⸻

الذهب في مصر.. تراجع حاد بكسر مستويات 4700 و4600 جنيه

سعر الذهب عيار 21

شهد الذهب المحلي من عيار 21 – الأكثر تداولًا – تراجعًا ملحوظًا خلال الأسبوع الماضي، إذ انخفض بنحو 185 جنيهًا بنسبة تقارب 4% ليغلق عند 4540 جنيهًا للجرام، بعد أن افتتح تداولاته عند 4725 جنيهًا وسجل أدنى مستوى له عند 4480 جنيهًا للجرام، وهو الأدنى منذ نحو 5 أسابيع.

عوامل التراجع: الذهب العالمي والدولار

جاء هذا التراجع مدفوعًا بانخفاض السعر العالمي للذهب، بالإضافة إلى التراجع التدريجي لسعر صرف الدولار مقابل الجنيه في السوق الرسمية، مما ضغط على عملية تسعير الذهب محليًا، بحسب تحليل جولد بيليون.

احتياطي النقد الأجنبي والاستقرار النقدي

أظهرت بيانات البنك المركزي المصري ارتفاع احتياطي النقد الأجنبي إلى 48.1 مليار دولار في أبريل، بزيادة قدرها مليار دولار منذ بداية العام، في حين بلغ الاحتياطي في يناير 47.3 مليار دولار، أي أعلى بنسبة 34% مقارنة بالفترة نفسها من العام الماضي.

كما شهد الأسبوع الماضي بدء المراجعة الخامسة لصندوق النقد الدولي ضمن برنامج الإصلاح الاقتصادي، عقب صرف الشريحة الرابعة بقيمة 1.2 مليار دولار، مما عزز استقرار سوق الصرف ودعم الجنيه، لينعكس سلبًا على أسعار الذهب محليًا.

التوقعات: تقلبات مستمرة وسط عوامل متضاربة

على الصعيد العالمي، أغلق الذهب تداولات الأسبوع فوق مستوى 3200 دولار للأونصة بعد أن ارتد من مستوى المتوسط المتحرك لـ50 يومًا، مما قلّص من حدة الخسائر، في حين يُظهر مؤشر الزخم ميلًا طفيفًا نحو الهبوط.

أما محليًا، فقد كسر الذهب عيار 21 مستويات دعم هامة عند 4700 و4600 جنيه، وشهد تذبذبًا حول 4550 جنيهًا قبل أن يغلق أدنى هذا المستوى، في إشارة إلى استمرار الضغط السلبي ما لم يظهر دعم جديد من السوق العالمية أو عودة الارتفاع في الدولار محليًا.