عاجل
السبت 27 أبريل 2024

مصر التي أنقذت العالم.. ليس على طريقة أفلام هوليوود (1)

الميزان

 

معظمنا شاهد الأفلام الأمريكية التي تفترض وجود عدو سواء غزواً فضائياً أو مرضاً يفتك بجميع سكان الأرض، وهنا ينتفض العام سام مدافعاً عن العالم ويعاني ويجاهد حتى ينتصر على ذلك العدو وينقذ البشرية من الفناء، هذه الأفلام في الحقيقة ليست خيالاً محضاً؛ بل لها على أرض الواقع ما ينبئ بها، وكلمة السر هي مصر .

المغول.. خطر هدد البشرية

فقد حاق في القرن الثالث عشر الميلادي بالبشرية خطر داهم، تمثل في قيام إمبراطورية المغول، كان قائدها جنكيز خان دموياً لدرجة كبيرة، أو كنا نظن ذلك، إلى أن اكتشف العالم أنهم كلهم على شاكلته، كانوا إذا غزوا مدينة – وكثيراً ما فعلوا- أبادوها وقتلوا الرجال والأطفال دون تمييز بين محارب ومسالم بطريقة لم يعرفها العالم قبلهم، وكانوا يبيدون كل مظاهر الحياة، وكل مظاهر الحضارة، يكفيهم عاراً على صفحات التاريخ هدمهم وتخريبهم مكتبة بيت الحكمة ببغداد، أعظم مكتبات العالم قاطبة، بمعنى أنها كانت أعظم من مكتبة الكونجرس حالياً، وبها ما يرد على خاطرك من الكتب والمخطوطات، لم يترددوا لحظة في تدميرها وإلقاء الكتب في نهر دجلة حتى اسودت مياهه بفعل الحبر، ودمروا كذلك 36 مكتبة أخرى في بغداد.

التوجه غرباً بعد ابتلاع الشرق

اتجه جنكيز خان شرقاً وغزا الصين حتى أخضع آسيا ثم يمم وجهه نحو الغرب، وبدأ يأكل البلاد والمدن الإسلامية واحدة تلو أخرى، حتى استطاع حفيده من بعده القائد العسكري هولاكو -الذي صار اسمه مرادفاً للغوغائية والتدمير وسفك الدماء- دخول بغداد حاضرة الدنيا في ذلك الوقت وأعظم مدن العالم، وفعل ما فعل بها؛ بل قتل الخليفة المستعصم بالله قتلة بشعة، وهو حدث لو تعلمون عظيم، اهتزت له الدنيا كلها وليس العالم الإسلامي فقط، حتى قال المؤرخ ابن الأثير قولته المشهورة لما طلبوا منه التأريخ لما حدث، وكان ظنه ان ذلك نهاية العالم: "فمن الذي يسهل عليه أن يكتب نعي الإسلام والمسلمين؟ ومن الذي يهون عليه ذكر ذلك؟ فيا ليت أمي لم تلدني، ويا ليتني مت قبل ذلك، وكنت نسياً منسياً"، وكان توجه المغول غزو كل العالم، فكان لابد من إخراج مصر من المعادلة، فهي الآن في ذلك الوقت في أسوأ وضع ممكن وقد أنهكتها مقاومة حملة صليبية انتهت بأسر لويس التاسع ملك فرنسا، وحبسه في المنصورة بدلتا مصر، وموت ملكها الصالح نجم الدين أيوب ومن بعده ولده توران شاه، ثم صراع مماليك الصالح على العرش، والحالة الاقتصادية العامة التي كانت تعانيها مصر كانت مغرية جداً بغزوها والقضاء على خطرها لأنهم قرأوا التاريخ جيداً ويعلمون أن مصر إن قامت أوقعت الغزاة وشردت بهم.

كما أن تركهم مصر واتجاههم نحو أوروبا فيه خطر كبير أن يكون من ورائهم مطالب شرس يقعون بسببه بين شقي الرحى، إذن فلتكن مصر وجهتهم المقبلة في الغزو والتدمير ونهب خيراتها لتكون معيناً لهم في تنفيذ خطتهم باجتياح أوروبا والسيطرة على كل العالم المعروف والمأهول وقتها، ولم لا يحاولون بعدها اقتحام أفريقيا التي كانت أقل إغراء وقتها، ولكن كان سيجيء دورها ولو بعد حين.

مصر.. مقبرة الجبابرة

إذن ليكن الهجوم على مصر واستغلال حالة الفوضى في الحكم والقضاء نهائياً على دولة الإسلام تمهيداً للقضاء على كل العالم بعد الفراغ من ذلك الخصم المخيف.

لنرى معاً ماذا كان يحدث في مصر وهل ستسلم مصر بسهولة أم ستختار المقاومة ومهمة إنقاذ العالم من همجية المغول.