بعد 180 يومًا من القرار.. نيران «التعويم» تُشعل الصراع بين قطاعات البورصة.. و«البقاء للأقوى» شعار السوق
لا شك أن البورصة المصرية تأثرت إيجابا بالقرار الذي أصدره البنك المركزي بتحرير سعر الصرف، حرصا على الانطلاق نحو الإصلاحات الاقتصادية على كافة الأبعاد، وحققت مشتريات المستثمرين الأجانب نحو 7 مليارات جينه، إلا أن تداعياته جاءت متباينة على قطاعات البورصة المختلفة.
«مصر الجديدة للإسكان» تتصدر أكثر المستفيدين
استفاد القطاع العقاري من الفجوة السعرية بين سعر الدولار في السوق الرسمي والسوق السوداء خلال العامين الماضيين، كما تأرجح الطلب على العقارات باعتبارها الاستثمار الأمن مابين 20-25% من إجمالي الطلب على العقارات.
وتعتبر شركة مصر الجديدة للإسكان والتعمير من أكثر المستفيدين من قرار تعويم الجنيه من بين منافسيها بالقطاع العقاري، وذلك لعدة أسباب حددها بنك الاستثمار «سيجما» كابيتال لتداول الأوراق المالية في الأتي، تمتلك الشركة أعمال محدودة مازلت تحت الإنشاء ولذا فان أى ارتفاع في تكاليف البناء لن تؤثر بشكل كبير في هوامش التشغيل لديها.
كما ان المبيعات غير المنجزة للشركة محدودة، حيث تبت الشركة مؤخرا جدا نموذج البيع قبل التطوير، وبناء علية فأن المبيعات والإطلاقات الجديدة سوف يتم تسعيرها بعد أخذ التكلفة بعين الأعتبار،إجراء مجلس النواب مناقشات حول قانون الإيجار القديم مما يمثل دفعة قوية للشركة إذا ماتم إلغاء القانون، حيث أن محفظة العقارات الاستثمارية الخاصة بالشركة تخضع لقانون الإيجار القديم.
وبالنسبة لقطاع الأغذية انضمت كل من « دومتي- جهينة» إلى قائمة الشركات المستفادة من التعويم وذلك نتيجة إلى توفير الشركات معظم إحتياجاتها من الدولار من السوق الموازي خلال الفترة الماضية.
«البنوك» تفاعلت بقوة مع قرار «التعويم»
وعلى جانب البنوك فإنها ستكون من المستفيدين بالتخفيض خاصةً وأن جزء من استثماراتها وايراداتها بالدولار والتي ستترجم بدخل أعلى بالجنيه، وذلك وفقا لورقة بحثة لبنك الاسثتمار «أتش سي».
بالإضافة إلى أرباح نشاط الصرافة والعمولات والرسوم من العمليات التجارية بالعملة الأجنبية، على الرغم من التأثير السلبي على معدل كفاية رأس المال بالنسبة للبنوك، والتي ستتفاوت بين بنوك وأخرى.
وقال محمود مرديشي، المحلل المال بشركة سيجما كابيتال، أن القطاع المصرف والخدمات المالية تفاعل بقوة مع تعويم الجنيه، موضحا أن رفع المركزي الفائدة على الإيداع بالاضافة إلي الشهادات لمدة سنة ونصف بفائدة 20% كل ثلاثة أشهر أو فائدة 16% شهريًا.
وارتفع سهم المجموعة المالية هيرميس تاثرت إيجابيًا خاصةً وأن 75% من رأس المال السوقي للشركة بالدولار، كما أن 40% من العملات الرئيسية للشركة إيراداتها بالدولار.
«التعويم» يعصف بشركات الأسمنت
وعلى صعيد القطاعات المتضررة من التعويم فضلا عن ارتفاع أسعار الكهرباء والغاز الطبيعي، تصدرت الشركات العامة بالقطاع الأسمنت، محققا نتائج اعمال سلبية خلال الربع الأخير من العام المالي 2016.
وتكبدت شركات العربية للأسمنت، والإسكندرية للأسمنت وأسمنت بورتلاند والسويس للأسمنت خسائر حيث صعدت خسائر السويس للأسمنت إلى 629.3 مليون جنيه، كما تكبدت إسمنت بورتلاند نحو 5.2 مليون جنيه، وبلغت خسائر إسمنت سيناء نحو 22 مليون جنيه، وهو ما أرجعته الشركات بشكل أساسي لقرار تعويم الجنيه وتحرير سوق الصرف.
«الصحة» تتذيل قائمة المتضررين
وفيما يتعلق بالصحة، فقد أشار بنك استثمار« رانيسانس كابيتال»، إلى أن كل 10 % زيادة فى تكلفة الخدمات الطبية يلزمها فقط 2.4% زيادة فى الأسعار، ولكن وفقًا للسعر الحالى فى ظل التعويم.
وحققت شركة «أميكو ميديكال» للصناعات الطبية، أن قرار تعويم الجنيه كان له تأثير سلبي على نتائج أعمال الشركة، المنتهية 31 ديسمبر 2016، محققة خسائر فروق عملة بلغت نحو 8.5 مليون جينه.
وكان البنك المركزي المصري، قرر فى الثالث من نوفمبر الماضى، تحرير سعر صرف الدولار، ليصل في البنوك إلى 13 جنيهًا كسعر استرشادي، مقابل 8.88 جنيه، بنسبة انخفاض تعادل نحو 46% من قيمته، مع إطلاق الحرية للبنوك العاملة في مصر في تسعير النقد الأجنبي من خلال آلية سوق ما بين البنوك (الانتربنك، كما سمح البنك المركزي للبنوك بفتح فروعها حتى التاسعة مساء وأيام العطلة الأسبوعية لتنفيذ عمليات شراء وبيع العملة وصرف حوالات العاملين في الخارج، بالإضافة إلى إلغاء القيود على إيداع وسحب العملات الأجنبية للأفراد والشركات، مع الابقاء على حدود السحب والإيداع السابقة للشركات العاملة في استيراد السلع والمنتجات غير الأساسية.
لقراءة المزيد من التفاصيل حول تأثير قرار تعويم الجنيه على الاقتصاد المصرى اضغط هنا
