عاجل
الخميس 16 مايو 2024

بالفيديو.. محمد يوسف فى حواره لـ«الميزان الاقتصادي»: مليار سائح حول العالم من «السياحة الإلكترونية».. ومصر لا تعترف بها.. تأسيس المجلس الأعلى بادرة إيجابية.. وحملات الدعاية للقطاع في مصر «سرية»!

محمد يوسف _ خاص الميزان
محمد يوسف _ خاص الميزان الاقتصادي

سياحة المؤتمرات والمعارض تمثل 10% فقط من «الحجوزات» 


«رامسيد تورز» تمتلك 50 موقعًا إلكترونيًا للتسويق لمصر 



يشهد القطاع السياحي أزمة لم يتعرض لها من قبل وذلك منذ ثورة 25 يناير، والتي عصفت بالقطاع بشكل كبير، والذي ما كاد يفيق من أزمة حتي تحدث أخري أسوأ تضرب عصب السياحة في مصر، والتي كان أصعبها سقوط الطائرة الروسية بسيناء، فضلا عن العمليات الإرهابية التي دمرت القطاع من وقت للآخر.


من وقت لآخر تحاول وزارة السياحة تجاوز هذه الأزمات من خلال عدة حملات إعلانية أو ترويجية، ولكن لا تؤتي ثمارها إما بسبب الطريقة العقيمة والقديمة التي تعتمد عليها الوزارة، أو بسبب سوء التوقيت.


محمد يوسف، رئيس شركة رامسيد تورز السياحية، وصف الحملة الدعائية التي تقوم بها وزارة السياحة بأنها «سرية»، فى ظل عدم عرضها بالكامل على العاملين بالقطاع مما يؤكد وجود أفكار عفى عليها الزمن مازالت تتحكم فى عقول العاملين بوزارة السياحة. 


وقال يوسف، فى حواره مطول مع «الميزان الاقتصادى»، إن السياحة الإلكترونية غير معترف بها فى مصر، حيث إن غالبية الشركات السياحة الإلكترونية تعمل فى مصر بدون ترخيص لعدم وجود تشريع يحكم عملها، لافتا إلى أن إحصائية منظمة الأمم المتحدة لعام 2016، أكدت أن مليار سائح حول العالم يحجزون رحلاتهم إلكترونيًا، مما يظهر أهمية السياحة الإلكترونية، التى أصبحت لغة العصر، مؤكدا أن السياحة صناعة، تحتاج لأشخاص يفكرون ويبدعون ويعملون ويقومون بالتسويق من خلال طاقم عمل مؤهل فنيا. 



وإلى نص الحوار.. 

* بداية حدثنا عن مفهوم السياحة الإلكترونية ؟

السياحة الإلكترونية ببساطة تتلخص في توفير للسياح حجوزات للفنادق والشركات «أونلاين» وفقا لاحتياجاتهم بطريقة سهلة ومبسطة فى الاستخدام، من خلال سرعة الوصول إلى الشركات والفنادق داخل مصر مباشرة بدون وسيط بأرخص سعر، كما أن إحصائية منظمة الأمم المتحدة لعام 2016، أكدت أن 90% من السياح حول العالم يحجزون رحلاتهم الكترونيًا، حيث إن مليار سائح حجزوا رحلاتهم السياحية خلال العام الماضى بتلك الطريقة، مما يظهر أهمية السياحة الالكترونية، التى أصبحت لغة العصر.

* ما رأيك فى سياحة المؤتمرات والمعارض، وهل لها مردود ايجابي أم اصبحت تقليدية؟

تركز مصر بشكل كبير على سياحة المؤتمرات والمعارض، التى تمثل 10% فقط من حجوزات السياح، مقارنة بمعدلات السياحة الإلكترونية، كما أن تكلفة سياحة المؤتمرات والمعارض مرتفعة جدًا. 

* هل يوجد قانون للسياحة الإلكترونية؟

السياحة الإلكترونية غير معترف بها فى مصر، حيث إن غالبية الشركات السياحة الإلكترونية العاملة فى مصر بدون ترخيص لعدم وجود تشريع يحكم عملها، مما يستلزم إعداد قانون ينظم عمل هذه الشركات، كما أطالب الدولة أن تحظى شركات السياحة الإلكترونية بجانب أكبر من رعايتها وعدم محاربتها، حيث إن تلك الشركات تعمل لجلب السياح إلى مصر مما يسهم فى استفادة الجميع. 

* ما مقترحاتك التي عرضتها على وزارة السياحة لتفعيل السياحة الإلكترونية ؟ 

لم يتم عرض استراتيجية وزارة السياحة الدعائية بالكامل على العاملين بالقطاع رغم أنها تحتوى على نقاط جيدة، ولا أعرف سببا لذلك ومن الممكن أن تكون «دعاية سرية»! ولكننى لم أسمع مطلقا خلال عملي فى السياحة لمدة 15 عاما مع دول مختلفة عن حملة إعلانية سرية، وبالتالى إذا أرادت الوزارة أن تنجح هذه الحملة لابد للعالم بأسره أن يعرف بوجود حملة إعلانية، مما يؤكد وجود أفكار عفى عليها الزمن فى عقول العاملين بوزارة السياحة. 


* هل تراجع السياحة فى مصر سببه الإرهاب؟

لا يمكن تجاهل السلبيات التى تتسبب فيها العمليات الارهابية، ولكن من حسن حظ مصر أن السياح مدركين أن ظاهرة الارهاب أصبحت تغزو كل العالم وليست مشكلة مصر فقط، حيث إن السياح أصبح لديهم مناعة وعلى استعداد لاستقبال الفكرة ولم تصبح نقطة فزع كما كان من قبل، كما أنهم متوقعون لتلك الأحداث فى أى مكان بعد أن شاهدوها فى مطار فلوريدا بأمريكا وأيضا فى أكثر الأماكن أهمية بإنجلترا. 

* هل قرارات هيئة تنشيط السياحة تسير فى الطريق الصحيح؟

للأسف هيئة تنشيط السياحة تركز على السياحة الداخلية مع إغفال السياحة الخارجية والتى تمثل مردودا اقتصاديا أكبر من الداخلي، مما يستلزم عمل حملة إعلانية لمصر بالخارج تساوى على الأقل الحملات التي تقوم بها الدول الأخرى على مستوى العالم.. 

* ما سر نجاح الدول الأخرى فى السياحة؟

السياحة صناعة، تحتاج لأشخاص يفكرون ويبدعون ويعملون ويسوقون من خلال طاقم عمل مؤهل فنيا، حيث استطاعت دول كثيرة أن تخلق مناطق سياحية جديدة رغم عدم امتلاكها حضارة كما يوجد لدينا، ولكنها استطاعت أن تخلق لنفسها سياحة بالعمل الجاد والمبدع، وهو الأمر الذى نفتقده رغم وجود الحضارة والمنتج منذ القدم، كما أننا نفتقر العمل الجاد الإبداعي.


* ما رأيك فى دور التسويق الخارجى لشركة مصر للطيران؟

شركة مصر للطيران تمتلك مكاتب بالمطارات المختلفة فى مدن حول العالم، وأعتقد أن هذه المكاتب كلفت الشركة مبالغ طائلة، ولكن من وجهة نظرى يجب أن تغلق فورا، فلماذا يتم فتح هذا العدد من المكاتب فى ظل تواجد موقع إلكترونى جيد، كما أن الشركة ينقصها فقط عمل حملات دعائية تظهر قوة الشركة وأفضليتها عن شركات الطيران الأخرى، ولا يوجد شركات طيران كبرى لديها ربع مكاتب شركة مصر للطيران. 

* ما تقييمك للشركة «جى دبليو تى» للتسويق الخارجى لمصر؟

أداء الشركة ضعيف جدا، ولا يوجد أثر ملموس لعملها، وأؤكد أننى لم أجد أى حملة لمصر بالخارج، علما بأن الشركة لديها استراتيجية ممتازة للترويج السياحى لمصر خارجيًا خلال الفترة المقبلة. 

* هل شركة «بوكينج» تعرقل الشركات السياحية؟

نجح موقع «بوكينج» فى تسهيل حجز الفنادق للسياح حول العالم، وسر نجاحه يكمن فى امتلاكه طاقم تسويق جيدا مدربا على أعلى مستوى، مما جعل «بوكينج» أنجح موقع سياحي على مستوى العالم وهذه حقيقة لا يمكن إنكارها، كما أن نجاح الموقع فى أن يصبح منافسا قويا يسيطر على القطاع ويغلق الباب أمام الشركات السياحية، هو نتاج لعدم قدرة الشركات فى مواكبة متطلبات العصر، ومن وجهة نظرى تقديم شكوى من الشركات السياحية ضد المواقع الإلكترونية السياحية ما هو إلا «حجة البليد»، مما يستلزم بذل تلك الشركات جهد أكبر من خلال حملات تسويقية جيدة بسعر أقل يجعل العميل الأجنبي يختار. 


* ما عدد المواقع الإلكترونية التى تديرها شركة رامسيد تورز؟ 

«رامسيد تورز» تمتلك 50 موقعا الكترونيا للتسويق لمصر وغيرها من الدول، ولكن التركيز أكثر على مصر حيث يتم التسويق إلكترونيا بكل الطرق وفقا لاستراتيجية الشركة، ويقع المقر الرئيسي للشركة بمحافظة الاسكندرية، كما أننا استطعنا جلب 480 ألف سائح الى مصر، وعدد الزائرين للمواقع يتعدى 10 ملايين سائح. 


* ماذا يجب أن تفعل مصر لكى تسير فى خطى السياحة العالمية الفترة المقبلة؟


لابد من استمرارية الحملات التسويقية السياحية مهما كانت الظروف الأمنية لأن السياحة صناعة ومنتج يجب تسويقه، كما يجب تعاون وزراة السياحة مع باقى الوزرات لتهيئة مصر كمقصد سياحى. 




* كيف حصلت على جائزة منظمة السياحة العالمية؟


تم دعوتى منذ 3 سنوات من قبل وزير السياحة الأسبق هشام زعزوع، الى المجلس الاستشارى، حيث كان الهدف المعلن للمجلس هو وضع استراتيجية السياحة المصرية 2020، وكان هدفى عرض خطة للتسويق الإلكتروني للسياحة من خلال تقسيم المواقع الإلكترونية الى فئات حسب استخدام السياح بمختلف دول العالم، حيث قمت بعمل تكنيك خاص للتسويق على كل محرك بحث بطرق مجانية ومدفوعة، حيث يتم التسويق من خلال السوشيال ميديا الاكثر تفاعلا فى كل دولة وذلك من خلال إظهار الجانب الايجابى للبلد لجذب السياح. 

وبسبب حضور العديد من المؤتمرات السياحية بالخارج، اقترح الأصدقاء تقديم الفكرة لمنظمة السياحة العالمية، وكان المتقدمون من أكثر 120 دولة حتى تم ابلاغى فى شهر ديسمبر الماضى، أننى من الاوائل الثلاثة الذين سيحصلون على الجائزة حتى حصلت على المركز الثانى مكرر مناصفة مع أسبانيا، وحصلت المكسيك على المركز الاول فى المسابقة.