عاجل
السبت 18 مايو 2024

«آثار النوبة».. ضياع المعابد بين الإهمال الحكومي وغياب الخدمات

صورة أرشيفية - جريدة
صورة أرشيفية - جريدة الميزان الاقتصادي

غياب كامل لشرطة السياحة، مياه تغمر مناطق الآثار، القمامة تغزو المعابد، وإهمال كامل يلف القطاع السياحي، والمسئولون في المكاتب.. ملخص معاناة طويلة وممتدة للمناطق السياحية بالنوبة، والتي تعد مناطق فريدة من نوعها، وتكمل فسيفساء التنوع السياحي بمحافظات الجنوب المنسي.


وأنهت لجنة الثقافة والإعلام والآثار بمجلس النواب جولتها التفقدية فى منطقة آثار النوبة بأسوان، يوم الجمعة، بمعبدى أبو سمبل ومعابد عمدا والسبوع وكلابشة وقصر ابريم، والتى جاءت فى إطار الوقوف على الآثار المهمَلة، بناءً على طلب إحاطة تقدَّم به النائب عن دائرة نصر النوبة ياسين عبدالصبور بخصوص الآثار والمقاصد السياحية المهملة.


وشهدت منطقة آثار النوبة حالة من الاستياء الشديد حول ما تتعرض لها والعاملون بها، ولا يجوز الصمت عليه، بداية من الكثبان الرملية التى تكسو الطريق للمعابد مرورًا بالعيشة غير الآدمية للعاملين فيها.


شرطة السياحة غياب 

قال نصر سلامة، مدير عام آثار أسوان، إن معابد النوبة النائية تتعرض دائمًا لأعمال السرقة وسط غياب الخدمات الأمنية، وأنه قد سُرقت رأس تمثال من قبل ونجحت الشرطة فى ضبط العصابة.


طرق غير آدمية

أكدت نشوى الديب، وكيل لجنة الثقافة والإعلام بمجلس النواب، خلال لقائها ضمن وفد لجنة الثقافة والإعلام الذى يزور أسوان، أن الطريق المؤدي لمنطقة المعابد الصخرية أجزاء منه تكسوه الكثبان الرملية والأجزاء الأخرى تعرضت للتشقق وغير ممهد لسير السيارات.


وأشار نصر سلامة الى عدم تواجد وسائل نقل أو مواصلات تساعد على الوصول الى المعابد والأماكن الأثرية بسهولة. 


إهمال الصيانة والترميم

عرض أحمد حسن عبدالماجد، مدير المعابد الصخرية بصندوق إنقاذ آثار النوبة، عدداً من المشكلات التى تواجه المعابد، منها زحف الكثبان الرملية على جدران المعابد، والتى وصل ارتفاعها فوق قدس الأقداس بمعبد السبوع والغرف المجاورة له لأكثر من 3 أمتار، وإهمال أعمال الترميم وصيانة المعابد منذ فترة طويلة.


وأوضحت لجنة الثقافة والإعلام والآثار أن تراكمات الرمال على المعبد بسبب الرياح، ولا يوجد أي اهتمام من المسئولين لتعيين عاملين يعملون على تنظيف المعابد وإجراء صيانة دورية؛ لأنها تشكل خطورة على سقف المعبد وتعرّضه للانهيار، وعدم إمكانية السائح الوصول إلى تلك المناطق إلا عن طريق الفنادق العائمة التي تمر من أبو سمبل إلى أسوان والعكس.


وتعانى آثار النوبة والمتمثلة فى معبدى أبو سمبل ومعابد عمدا والسبوع وكلابشة وقصر ابريم، من تشوه معظم الرسومات بها خاصة أن منطقة معابد السبوع بها ثلاثة معابد هي: معبد وادى السبوع، ومعبد الدكة، ومعبد المحرقة، ومنطقة عمدا الأثرية تضم معبد الدر ومقبرة بنوت، ومعبد عمدا الذى يعد من أهم معابد الموقع، وهو أحد المعابد الستة التي بناها الملك رمسيس الثانى في منطقة النوبة.


حياة غير آدمية للعاملين بالمعابد 

أبدى النائب يس عبدالصبور، استياءه من الإهمال الذى تتعرض لها آثار النوبة والعاملين بها، متسائلا: «ليه بنغض النظر عن الثروات اللى تحت أيدينا، العيشة للعاملين فى المعابد الصخرية بآثار النوبة غير آدمية والناس بتشرب من البحيرة، والأمراض كثيرة بها، والمسئولين لا يهتمون كله بينفض».

وأضاف عبد الصبور فى كلمته «ليه نعمل فى أهالينا كدا حرام، إيه المانع من وجود مجتمع سكنى فى منطقة آثار النوبة مثل مدينة أبو سمبل التى تعد بمثابة دولة أوروبية، هم مش مصريين زينا، ما بيتطلبوا في التجنيد وبيروحوا».


وفى سياق متواصل، استمع نواب لجنة الثقافة والإعلام والآثار بالبرلمان، إلى عدد من العمال الذين وصفوا حياتهم بغير الآدمية، وقال إبراهيم سعد الليثى أحد العاملين بمعبد السبوع، إنهم يعانون من غياب رجال الشرطة مما يُعرض المعابد لمحاولات سرقة، فضلا عن تعرضهم الدائم للدغات العقارب والثعابين، فى حين أن أقرب مستشفى تبعد عنهم بنحو 240 كيلومتراً.


ومن جانبه، قال سعيد سعد عبدالدايم عامل بمعبد عمدا: «عايشين وسط العقارب والثعابين، ومحدش سأل فينا لا بكهرباء ولا بمياه، وبناخد 1400 جنيه، وبناكل طول الشهر عيش ناشف زى الفراخ، وجايب قرض على مرتبى وما بيكفينيش».


وفى الختام، قال اللواء مجدي حجازي، محافظ أسوان، إن وزير الآثار وعده بحل أزمة المعابد الصخرية في آثار النوبة، مؤكدا على أن ما أثاره نواب البرلمان في زيارتهم لهذه المعابد، سيتم دراستها بشكل دقيق، قائلا: «سأزور المعابد الصخرية في آثار النوبة بنفسي، وأطلع على أوضاعهم؛ لوضع رؤية حاسمة لحل أزمتهم وأزمة العاملين بها». جاء ذلك، خلال لقائه بوفد لجنة الثقافة والإعلام، الذي يزور أسوان؛ لتفقد أوضاع آثار النوبة، وعدد من المواقع الأثرية والسياحية.


وبدورها، قالت النائبة نشوى الديب وكيلة لجنة الإعلام والآثار بالبرلمان، إن اللجنة ستعد تقريرا كاملا بما رأته للعرض أمام اللجنة، وأنها ستستدعى وزير الآثار لعرض ما رصدته اللجنة عليه فى أحد اجتماعاتها، إلى جانب إرسال التقرير لوزير السياحة، متابعى: «ما رأيته كان صدمة لى، إهمال لموارد البلد ضياع للكنوز الوطن عن عمد، ومش هنسكت على رأيناه من إهمال».